عاش مجاهدا ورحل في شموخ

سعيد بن عياد
23 فيفري 2013

ترك المناضل احمد محساس الذي انتقل إلى جوار به أمس بصماته في مسار الحركة الوطنية وبالذات خلال الثورة التحريرية المجيدة، كما بقي الرجل وفيا لمبادئه وقناعاته دون الانخراط في جدل لطالما حاول البعض إثارته للتشويش على مسار البناء الوطني في أعقاب استرجاع السيادة الوطنية والشروع مبكرا في بناء الجزائر المستقلة.
بلا شك أن محساس  رحل وفي قلبه تطلعات بعظمة ثورة نوفمبر التي انخرط فيها فاعلا ومبادرا لم تتزعزع إرادته قيد أنملة في مواجهة الإدارة الاستعمارية الفرنسية التي لم تترك طريقة في استهداف الشعب الجزائري والمناضلين بالأخص في محاولة كسر عزيمة ذلك الجيل الفريد من الوطنيين الأحرار من طينة محساس وقبله قوافل الشهداء الأفذاذ.
صاحب التسعين سنة صال وجال في ساحة المقاومة والثورة ضد الاستعمار الفرنسي وعاش فجر الاستقلال وواكب مسار بناء البلاد بالرغم من اختلاف الرؤى والخيارات التكتيكية التي كانت كلها تصب في نفس إستراتيجية خدمة المجموعة الوطنية بشكل يرفع الجزائريين من وضعية الفقر والتخلف الموروثة عن حقبة استعمارية بغيضة إلى مستوى الشعوب المتحضرة وهو ما تسير عليه البلاد إلى اليوم ابن بودواو يعد احد الرموز العاكسة للوطنية المسؤولة دخل النضال بأبعاده الوطنية العميقة وهو في ريعان الشباب و كان صاحب شخصية متميزة حاملة لهموم شعبه بالأمس ولتطلعاته اليوم وامتنع عن الدخول في أي مسار مخالف للمسار الطبيعي للجزائر المستقلة ليس تهاونا منه ومن أمثاله بقدر ما هو تأكيد لعزة جيله الذي حمل لواء التحرير والبناء.
وبتلك الروح والعزيمة الأكبر من الذات لم يتوقف في العمل على نقل الرسالة النوفمبرية للأجيال بكامل الإخلاص والأمانة من خلال محاضرات مباشرة ولكن أيضا بإصدار كتاب يؤرخ للحركة الثورية قبل أول نوفمبر، وهي الفترة التي لا تزال تستحق تسليط أضواء كاشفة قوية لفضح الممارسات الاستعمارية البشعة على أكثر من صعيد إنساني واجتماعي واقتصادي وثقافي، وهو ما كان الراحل يسعى إلى انجازه فهل يحقق المؤرخون النزهاء حلمه وحلم جيله.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024