تواصل بعض الأطراف والأوساط الدولية، منذ الصفعة التي تلقاها أولائك الذين لعبوا بالنار وحاولوا المساس بمصدر قوت الجزائريين بعين أمناس، المناورة من وراء الستار والضغط بطرق غير مباشرة لاختبار مدى صلابة موقف الجزائر سعيا لفرض إملاءاتها وتحقيق بعض المكاسب.
إن التمسك بمبدأ الشراكة مع مختلف الدول الذي تعتمده بلادنا كواحد من أهم دعائم استراتيجيتها التنموية، لا يمكن إطلاقا أخذه على أنه موقف ضعف، وإنه من غير الوارد البتة مساومتها عليه تحت أي ظرف كان، فالشعب الجزائري أمَّم ذات يوم ثرواته وبسط سيادته الطاقوية على حقوله النفطية والغازية، وختم على هذا القرار بختم لا رجعة فيه.
فالجزائر عرفت منذ القدم وعلى مر العصور والأزمنة بأنها كلما وقعت تنهض أكثر قوة وصلابة، وكلما وضعت تحت اختبار الابتزاز والمساومة كلما زاد ايمانها أكثر بقضيتها وقيمها، وبأنها على حق وصواب، ولنا في أزمة التسعينيات أحسن وأقرب مثال إلى الأذهان.
لقد كان رد الجزائر على الاختبار الذي فرض عليها عشية إحيائها لواحدة من أعز محطاتها التاريخية يوم ٢٤ فيفري باللغة والطريقة التي يفهمها المغامرون، وهي ترد حاليا بالكيفية المناسبة على محاولات المساومة، متطلعة إلى تمتين وتنمية علاقاتها مع كافة شركائها، في ظل فرض احترام تام لسيادتها وحرية قرارها حتى في أحلك الظروف.
فهي لا تنزعج أبدا من الإصغاء لاقتراحات وأفكار شركائها، وإبقاء جسور معهم الحوار قائمة في إطار قيم التعاون البناء والاحترام المتبادل.
لذلك علينا دائما الدفاع عن الحقيقة..
عنوان البريد الإلكتروني هذا محمي من روبوتات السبام. يجب عليك تفعيل الجافاسكربت لرؤيته.