يقضي الشاب الجزائري معظم أوقاته في متابعة كرة القدم، ولا يتردد في التنقل للملعب لتشجيع فريقه المفضل حتى ولو بَعُدَ المكان، لأنه بكل بساطة يريد الاستمتاع بعروض وفنيات اللاعبين طيلة ٩٠ دقيقة، ويفرح لتسجيل الأهداف وتحقيق الفوز. ومع الأسف هناك بعض الشباب من شدة التعصب لنواديهم يلجأون إلى تصرفات لا أخلاقية، تؤدي في غالب الأحيان إلى تصادم وتشابك بين الأنصار، ينتج عنها تكسير وتخريب وعداوة قد يطول أمدها، وأحيانا تطال أمور اجتماعية وأسرية لا تحمد عقباها.
هؤلاء المشجعون لا يستحقون التواجد في الملاعب، لأن بتصرفاتهم هذه يساهمون في خلق حالة من الحقد والكراهية بين أنصار مختلف الأندية، وينفرون الآخرين وبالأخص العائلات من الحضور إلى الملاعب التي هي أصلا وجدت للاستمتاع والترفيه.
من الطبيعي أن يشجع فلان فريقا معينا على حساب آخر، لكن غير الطبيعي أن يحقد على المنافس وأنصاره. ثقافة الفوز والخسارة في كرة القدم أمر محتوم، علينا الأخذ به بكل واقعية، التعصب في كرة القدم أو غيرها سلوك غير محمود. كلنا لدينا انتماءات رياضية، لكن هذا لا يدعونا إلى الشتم والتهجم على شخص، لمجرد أنه لا يناصر نادي حينا أو مدينتنا.
مطلوب منا أن نكون مشجعين إيجابيين، بسلوك رياضي مهذب متحضر، نصفق على المنافس إذا فاز اعجابا واحتراما له والترفع عن الشماتة في حال اخفاقه، لأن التشجيع المثالي يلعب دورا كبيرا في رفع مستوى أي منافسة، ويعطي صورة حضارية عن أي مجتمع من المجتمعات.
بــــدون تعصـــب
محمد مغلاوي
17
فيفري
2013
شوهد:895 مرة