تدعو بعض الأصوات العربية والإسلامية إلى قطع العلاقات مع إيران بعد أن قطعتها كل من السعودية والبحرين والسودان، وتخفيض للتمثيل الدبلوماسي بالنسبة للإمارات واستدعاء الكويت للسفير الإيراني للاحتجاج، وربما قد تكون دول أخرى لاحقا، حدث هذا بعد أن تعرضت السفارة السعودية بإيران لاعتداء من قبل محتجين إيرانيين على خلفية إعدام «نمر باقر النمر» المواطن السعودي ذو الانتماء الشيعي.
في ظل ما يشهده العالمان العربي والإسلامي من تشويه واقتتال لا يخدم إلاّ المحور الصهيوني الأمريكي، في غزة والأقصى وباقي الأراضي المحتلة وما تعرفه القضية الفلسطينية لخير دليل على جمود هذه الأمة الغارقة في خلافاتها.
إن هدف الغرب إشعال الفتن بالمنطقة العربية بإحياء النعرات الطائفية وتأليب هذا على ذاك واهما إياه بأنه يشكل خطرا عليه وهدفه الأساسي هو تحقيق مخطط الشرق الأوسط الجديد فيتسنى له بيع الأسلحة، فيتاجر ويتدخل لحماية مصالحه لكن بذرائع تبدو أنها لحماية الأقليات أو الشرعية أو دفاعا عن الديمقراطية، لكنها في الحقيقة تشعل حروبا لا تكاد تنتهي.
فقد نشرت مؤخرا مجلة أمريكية قائمة بعشر نقاط تعتبر الأكثر سخونة في العالم والأكثر احتمالا لنشوب حروب فيها خلال العام الجاري 2016.
ومن أبرز تلك المناطق سوريا والعراق واليمن وليبيا وجنوب السودان وأفغانستان وتشاد وغيرها وهي مناطق ساخنة من قبل، وأبدت المجلة تشاؤما تجاه إمكانية تحسن الوضع في مجال تسوية النزاعات العسكرية بسبب انخراط جماعات متشددة فيها، الأمر الذي يجعل الجهود الرامية إلى إقامة السلام بلا جدوى.
وبناء عليه يتطلب على المجتمع الدولي مضاعفة الجهود الدبلوماسية وتوفير أدنى الإمكانيات للتوصل إلى نتيجة تتخلص من خلالها شعوب المنطقة من القهر والظلم وتحقق حقوقها المشروعة التي تضمن لها العيش الكريم.