يلقي مشروع بناء اتحاد المغرب العربي بظلاله على المشهد الاقتصادي لهذه المنطقة الهامة على اكثر من صعيد محليا واقليميا وعالميا في وقت تتكرس فيه اساليب بناء التجمعات الاقليمية وبعضها مثل الاتحاد الاوربي قطع مسافة طويلة في استثمار عناصر القوة وتوظيف الطاقات الكامنة بتجاوز خلافات تعالج في اطر ملائمة.
ولم تتخلف الجزائر منذ بدايات هذا الحلم الذي راود الشعوب مع أولى خطوات الحركة التحررية الوطنية من الوجود الاستعماري الذي استباح خيرات وموارد وطاقات كامل الاوطان المغاربية عن تحمل التزاماتها وتمسكت دوما ولا تزال بالحرص على جذب الاطراف المعنية للاسهام بفعالية في البناء النغاربي بعيدا عن تصورات تقليدية لا تعير للمستجدات الاقتصادية العالمية الاهمية المطلوبة.
وفي هذا الاطار سبق للرئيس بوتفليقة قبل سنوات التحذير من مخاطر التصرف النفرادي لكل دولة تجاه ملف الشراكة مع تكتلات دولية تدرك أهمية وثقل المنطقة وتصنفها مجرد سوق استهلاكية ومصدرا للطاقة ولليد العاملة الاقل كلفة، ولعل اكبر اسهام حديث لترجمة الارادة السياسية الصادقة وبشكل ملموس بناء منشآت قاعدية تستوعب الحلم الاقتصادي المغاربي متمثلا في الطريق السيار شرق غرب.
لكن في خضم كل ما ترسب وتراكم اين هي مساهمة المتعاملين الاقتصاديين والمؤسسات الاقتصادية في تصحيح المعادلة وتجاوز الوضع القائم نحو افق اكثر رحابة بما يضمن لبلدان المغرب العربي موقعا له يقله الاقليمي على الاقل ومن قمة وضع التنمية على درجة عالية من الاداء والمنافسة في مواجهة الاسواق العالمية الشرسة خاصة تلك المرتبطة مباشرة بالامن الغذائي.
غير ان المؤسسة الاقتصادية التي يمكن الرهان عليها مطلوب منها في بعض بلدان الاتحاد ان تكون اكبر من توجهات غير اقتصادية تصيغها اوساط أسيرة نظرة تقليدية تعرقل طموحات الشعوب او لا تلتزم بالقواعد الاقتصادية المجردة من اعتبارات غير اقتصادية. وهنا كانت الجزائر وبموقف ثابت شفافة في التنبيه لعدم الخلط في معالجة الملفات وتحرير المبادرة الاقتصادية الاحترافية من اعتبارات لا تعنيها بل تعرقلها مما أضاع كثير من الوقت.
ليس هناك تأخر أبدا للقيام بما هو أفضل، ومن ثمة لماذا لا يتصرف اعضاء الاتحاد بنفس الطريقة الواقعية التي تمت بها التجربة الاوروبية التي قفزت بقوة فوق الخلافات بين بلدان القارة العجوز وبدات المسيرة بعدد قليل قبل ان يتوسع ليصل إلى ما هو عليه اليوم فارضا نفسه قوة اقتصادية ونقدية في مواجهة كبار العالم مثل امركيا والصين.
المثال الأوروبي . .
سعيد بن عياد
15
فيفري
2013
شوهد:812 مرة