هـل هـي إســــلاموفوبيـــا؟

حمزة محصول
14 ديسمبر 2015

يتعرّض الدين الإسلامي الحنيف، منذ سنوات، في إفريقيا كما في العالم أجمع، إلى حملة تشويه يقودها إرهابيون ومتطرفون، لدرجة أصبحت الأقليات المسلمة تتعرض لأبشع أنواع الاعتداءات والتصفيات.
ففي إفريقيا الوسطى، تعرّض المسلمون إلى اعتداءات شنيعة بلغت درجة التصفية العرقية، بسبب صراعات سياسية على السلطة.
وفي أنغولا، قرّرت سلطات البلاد، ودون سابق إنذار، هدم كافة المساجد، مانعة ممارسة الشعائر الدينية الإسلامية، معتبرة أنها عبادة تحريض ولا تنسجم مع التركيبة الاجتماعية والثقافية للسكان.
هذا الإجحاف بحق الإسلام والمسلمين، تناسى من يقفون وراءه، القيم النبيلة والأخلاق العالية في التسامح والوسطية والاعتدال التي تقدمها دول شمال إفريقيا والساحل الإفريقي حيث تصدت بنفسها للجماعات الإرهابية وحملة الفكر المتطرف، عبر عديد الطرق والوسائل ورفضت أن تعطي الأولوية للحل الأمني الذي ينتهجه البعض.
وشهد مطلع الأسبوع الحالي، حدثا مفاجئا شغل الإعلام الدولي الإفريقي، صنعه رئيس غامبيا «يحي جامع»، الذي أعلن بلاده دولة إسلامية، لأنها كما قال ذات أغلبية مسلمة (90 من المائة)، واعدا باحترام حقوق وحريات المواطنين وجميع الأقليات والمنتمين إلى أديان أخرى غير الإسلام.
هذا القرار الذي جاء بعد جولة حوار طويلة قادها مع الشعب، سيضع غامبيا، دون شك، تحت مجهر القوى الغربية، التي تعتبر جامع من أقسى حكام دول إفريقيا، ولم يضيّع هو الآخر أيّ مناسبة للتعبير عن رفضه تدخلها المستمر في شؤون بلاده.
ولا يهمّ اهتمام الغرب، بقدر ما يهم مدى قدرة غامبيا على تقديم أنموذج راقٍ عن قيم التسامح والحريات والاعتدال التي يحثّ عليها الدين الإسلامي، كي لا يستغل في حملة تشويه أخرى هو في غنًى عنها.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024