لن تستمر الحروب وأعمال العنف في إفريقيا إلى الأبد، وستتضاءل أعداد القتلى والمهجرين واللاجئين من الملايين إلى الآلاف والمئات، لان ما يحمله المستقبل لهذه القارة يبعث على التفاؤل، لان خلف هذه الصورة القاتمة توجد مقومات هائلة على النهوض ونفض غبار الدمار الذي كانت وراءه اسباب داخلية وخارجية، تحمل غايات مصلحية.
مشروعية الحلم الإفريقي، تنبع من الزيادة المحسوسة في وعي النخب السياسية الحاكمة، واستفادتها رفقة الشعوب من الدروس الماضية، بعد التأكد أن الحروب مرادف للدمار والخراب والمآسي الإنسانية، وعملت إلى انتهاج أسلوب الحوار لحل المشاكل والنزاعات، وحققت نتائج هامة، أفضت إلى تجنب إراقة الدماء والدخول في متاهات الفوضى، لم يعد يحتكم إلى الدول الغربية في إقامة الحوار وتوسط الأزمات، بل أعطت دولا من داخل القارة نموذجا مثاليا، على غرار الجزائر التي ناضلت من اجل أن يكون الحل التفاوضي مبدأ راسخا لدى جميع الدول الإفريقية في حل نزاعاتها، وأثمرت جهودها في تصويب التدخل العسكري في مالي نحو الجماعات الإرهابية، والعمل على إقامة مصالحة شاملة بين أطياف الشعب المالي وهي المقاربة التي تبنها المجتمع الدولي ولقيت ترحيبا واسعا.
والى جانب تطور الوعي السياسي، لازالت ترقد إفريقيا على ثروات هائلة، رغم تعرضها للنهب من قبل القوى الكبرى والشركات المختلطة بابخس الأثمان، إلا أن هناك ما يكفي لإطلاق ثورة اقتصادية، هي في حاجة إلى التكنولوجيا والخبرة الغربية من اجل إنجاحها، وقد بدا جزءا منها يسير في الطريق الصحيح بسب الاستثمارات والانفتاح على السوق العالمية، في إطار المنفعة المتبادلة.
وتجمع معظم تقارير الهيئات الاقتصادية الدولية أن إفريقيا في العقدين القادمين ستحقق أرقاما باهرة في التنمية والنهضة الشاملة.
المستقبل للقارة السمراء
حمزة محصول
10
فيفري
2013
شوهد:997 مرة