رحل المناضل عبد الرزاق بوحارة الذي وري الثرى أمس بمربع الشهداء في وقت كانت فيه الساحة السياسية تستعد لعودته إلى الواجهة من خلال قيادة الحزب العتيد الذي فقد مثل الجزائر أحد الرجال المخلصين.
عاش الراحل بعيدا عن الأضواء في المراحل التي اعقبت انسحابه من مساحة المسؤولية المباشرة وكرس حياته وفيا للمبادئ التي تشبع بها طيلة مساره النضالي متخندقا في الصفوف الأولى خلال حرب التحرير وأثناء مرحلة البناء غداة الاستقلال. وقد يشهد له الجميع انه بالرغم من تقلده لمسؤوليات عسكرية وسياسية وانتخابية فقد خرج منها اسما لامعا لا تشوبه شائبة مما زاد من وزنه في أوساط الرأي العام حتى نال احترام وتقدير كافة الأجيال ودخل التاريخ من بابه الواسع.
بلا شك أن ما اختزنه من رصيد كبير من تكوين وثقافة وأداء سياسي مميز أهله لتبوء تلك المكانة الجديرة بالتقدير في الضمير الجمعي للأمة معترفة له بقدرته في التمييز بين الأنا وأداء الرسالة الوطنية تجاه المجتمع سواء مناضلا سياسيا بعيدا عن الأضواء أو متحملا لمسؤوليات حكومية.
انه لعمري نموذج للرجال الصادقين الذين أوفوا العهد تجاه الوطن فتحملوا في صمت آلاما وهم يرون البلاد تمر في مرحلة سابقة بأوضاع كادت أن تعصف بها لوا أن تحمل المخلصون مسؤولية وأد الفتنة وإلقاء خيار الوئام والمصالحة في إطار القانون لتزهر أمنا وسلاما عبر كافة أرجاء الوطن الذي لا يزال ينتظر من كافة أبنائه مواصلة الحرص على بقائه في العلا متألقا بين الأمم.
قوة الرجل مثل أقرانه من جيل نوفمبر انه عايش الثورة وشارك فيها محافظا على قيمته الإنسانية في الوسط الاجتماعي خاصة في الفترات الأولى لمرحلة إعادة بناء البلاد وانتشالها من الخراب الذي خلفه الاستعمار الفرنسي وقد يكون آلمه شديد الألم ما وقع فيه حزبه الذي يرتبط اسمه بالوطن كافة من صراع لأجنحة أساءت لتاريخ وسمعة ذلكم الحزب العتيد وكان الأجدر بهم تقديم الراحل في حينه لتولي القيادة كرجل إجماع ذي ماض نضالي بارز بعيد عن الشكوك .
رجل نال احترام الأجيال
سعيد بن عياد
10
فيفري
2013
شوهد:991 مرة