السلام أكـبر من الإرهـــــاب

حمزة محصول
23 نوفمبر 2015

مرة أخرى يتبنى التنظيم الإرهابي المسمى المرابطون، عملية احتجاز الرهائن التي جرت السبت الماضي، بفندق «راديسون بلو»، بالعاصمة باماكو، بعدما سبق له أن نفذ اعتداءً مماثلا سنة 2013، على المنشأة الغازية بتيقنتورين وفشل على يد الجيش الوطني الشعبي.
السلوك الإجرامي لهذا التنظيم منذ نشأته، يعتمد على استهدافه في كل مرة للأجانب واستغلالهم لمساومة دول المنطقة، أو دول أجنبية، خاصة فرنسا على وجه التحديد. وقد نجح في تحصيل أموال طائلة نظير إطلاقه سراح عدد من الرهائن، في إطار ما يعرف بدفع الفدية الذي تسعى الجزائر جاهدة لتجريمه في مختلف المحافل الدولية.
ليذوق بعد ذلك الهزيمة النكراء تلو الأخرى، ففي تقينتورين، اصطادت القوات الخاصة الجزائرية 30 فردا من عناصره باحترافية عالية، وفي عملية «راديسون»، هلك الخاطفون على أيدي قوات تدخل ثلاثية (مالية، أمريكية وفرنسية). فماذا بقي لهذا التنظيم الإرهابي ومن ورائه زعيمه بلمختار في المنطقة؟ وما الذي يريد تحقيقه من وراء عمليات فاشلة؟
لقد تردد أن الخاطفين في فندق «راديسون»، اشترطوا انسحاب فرنسا من شمال مالي، وإطلاق سراح بعض من السجناء كشرط لإطلاق سراح 170 رهينة. فمن يصدق أن حفنة من الإرهابيين يستطيع إملاء شروطه على دول قائمة، فحتى التنظيم لا يصدق نفسه. ويخطأ أيضا من يعتقد أن العملية جرت بغرض تقويض مسار السلام في مالي، فالاتفاق الذي رعته الجزائر وشارك فيه المجموعة الدولية ويسهر مجلس الأمن الدولي ومجلس السلم والأمن الإفريقي على حمايته لا يمكن أن يتعثر بفعل إرهابي، وعلى العكس من ذلك سيزيد الأطراف المالية اقتناعا بضرورة المضي قدما في تعزيز السلم.
التحقيقات الأولية التي كشف عنها، النائب العام المالي، أكدت وجود متواطئين مع الإرهابيين من داخل الفندق، فالتنظيم حصل على دعم ممنهج بغرض صناعة الرعب في مالي، وإثارة توتر الجزائر التي كان وفد رسمي لها ضمن المحتجزين، قبل أن يتبخر كل شيء.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024