تفيد مؤشرات تموين السوق بمواد الطاقة وبالذات غاز البوتان بان مظاهر السنة الماضية لن تتكرر بفضل اتخاذ الأطراف المعنية جملة من الإجراءات الكفيلة بضمان الاستقرار وجعل المواطنين في منأى عن أي طارئ بكل ما ينجر عنه من ندرة ومضاربة في الأسعار.
بلا شك أن مؤسسة نفطال تتحول في مثل هذا الفصل خصوصا إلى جهة تستقطب الأضواء وتثير الاهتمام كونها صاحبة الامتياز في إنتاج وتوزيع غاز البوتان وتعبئته ق)في قارورات لا يتصور اختفاؤها من المشهد اليومي لحية السكان ليس في المداشر والقرى البعيدة بل حتى في أحياء بمدن كبرى بما فيها العاصمة.
الأرقام المقدمة تؤكد زيادة في وتيرة الإنتاج ما يعطي للمؤسسة إمكانية مضاعفة مداخيلها وتحسين وضعها المالي حتى وان كان السعر لا يزال يحظى بالدعم من الدولة في إطار السياسة الاجتماعية التي تجعل العنصر البشري بمثابة الحلقة المتينة في خيار البناء و التنمية الوطنية.
وبالرغم من المجهود الوطني الذي تبذله الدولة في توسيع شبكة تموين البلاد بغاز المدينة الأقل كلفة والأكثر أمنا، إلا أن قارورة غاز البوتان تبقى في صدارة الطلب عبر مختلف أرجاء البلاد مما يضاعف من الحاجة لتنمية إنتاجها وتوزيعها من خلال دعم شبكة الإنتاج والتوزيع والتخزين وهو ما شرع فيه بإشراك الجماعات المحلية كطرف معني مباشرة بتامين القارورة للمواطنين في كل منطقة.
حقيقة يعرف استهلاك هذه المادة تزايدا مضطردا لأسباب عدة منها قساوة المناخ مثلما هو الحال في هذا الفصل وتزايد عدد السكان ونمو حجم البناء والعمران مما يؤثر مباشرة على ارتفاع الطلب وهو أمر موضوعي له دلالات اقتصادية واجتماعية.
غير أن الإفراط في هذا المنحى أي نمو الاستهلاك يستدعي مرافقة السوق بمسار للتحسيس والتوعية لثقافة استهلاك عقلانية من شانها أن تحقق التوازن لمعادلة السوق بحيث لا يسقط المواطن في محاذير الوفرة خاصة بالنسبة لمادة تخضع لتجاذبات قوية في الأسواق العالمية التي يكتسي فيها الغاز بكافة أنواعه ثقلا يجعل التعاطي معه مسؤولية لضمان ديمومة الوفرة ويسر الأسعار.
ترشيد الاستهلاك
سعيد بن عياد
08
فيفري
2013
شوهد:1133 مرة