تلفظ دورة 2013 لكأس إفريقيا أنفاسها الأخيرة، بإجراء غدا المباراة النهائية بين نيجيريا وبوريكنا فاسو، اللّذان تمكّنا من فرض وجودهما على طول المراحل، في حين خابت آمال العديد من المنتخبات التي كانت طموحاتها كبيرة قبل التوجه إلى جنوب إفريقيا!
ولا أريد التطرق للجانب الفني للمنتخبات اليوم، بقدر ما سأسلّط الضوء على حلقة مهمة في السير المميز لمنافسة أو لكل الأمور المتعلقة بالكرة، وأخص بالذكر "التحكيم"، لقد كان المؤثر الرئيسي في الدورة الـ 29 لكأس إفريقيا في نتائج بعض المنتخبات، حيث بصراحة لم يكن تماما في المستوى.
فرغم المجهودات الكيبرة التي أقيمت من طرف "الكاف" والتي أحدثت قفزة محترمة في السنوات الماضية، عاد التحكيم في القارة السمراء إلى الوراء بعدة خطوات، وكانت كأس إفريقيا الحالية مسرحا للعديد من الهفوات التي تطرح التساؤلات في المعايير التي يتم اختيار بفضلها هؤلاء الحكام، الذين أفسدوا العرس القاري وأخرجوه من دوره كفرحة للشعوب الافريقية، إلى نقمة حقيقية أمام مرأى الملايين من عشّاق الكرة، الذين حمّلوا أصحاب "البذلة السوداء"، ولو أنّ اللون تغيّر حاليا، مسؤولية عدم نجاح منتخبات كانت من الناحية الفنية أقوى بكثير.
وأمثلة عديدة ساهمت في خروج منتخبات وتمّ معاقبة الحكام المعنيين وبدرجة كبيرة مقارنة بالدورات السابقة، خاصة وأنّ التأثير كان مباشرا على النتيجة كالذي حدث للفريق الجزائري، الذي حرم من ضربات جزاء كانت تكون حاسمة لتحديد مصيره في هذه الدورة، فقد تفنّن الحكّام في منح ورفض ضربات الجزاء، وكانت الاحتجاجات بالجملة تهاطلت على اللجنة المعنية، والتي تعدّ المسؤولة الأولى على هذه "الخربشة التحكيمية" التي عصفت بـ "أحلام" المنتخبات التي صرفت أموالا طائلة وبذلت مجهودات معتبرة، ليتبخّر كل شيء في قرار غير صائب. ولا نتحدث هنا عن خطأ حكم مباراة الجزائر ــ الطوغو، الذي أضاف 13 دقيقة للمباراة، القرار الذي تحدّثت عليه كل وسائل الاعلام المتخصّصة عبر العالم!!؟؟