تقف المدرسة الجزائرية أمام تحديات مصيرية تتطلب منها تنمية الأداء وإتقان المناهج وتقوية التحصيل العلمي لملايين التلاميذ بما يحصنهم والمجتمع من تبعات الجهل والتخلف عن ركب الأمم الراقية التي تتحكم اليوم في المعارف والتكنولوجيات وتروج لتاريخ الشعوب وهوياتها بالشكل الذي تريد.
وحتى تؤدي المنظومة التربوية التي تستفيد من دعم الدولة التي لا تشح في رصد الموارد وتجنيد الإمكانيات دورها الاستراتيجي كاملا يجب أن تتوقف الهجمة التي تشن على المدرسة بإطلاق نعوت لا تمت للحقيقة بصلة مثل وصمها بإنتاج الإرهاب أو الترويج لضعف المستوى في وقت يؤكد فيه الوجه الآخر للحقيقة أن المدرسة دفعت ثمنا باهضا خلال العشرية السوداء التي عاث فيها الإرهاب فسادا ولم تتوقف المدرسة يوما واحدا طيلة عشرية كاملة أدى فيها المعلمون والتلاميذ والعمال واجبهم بإخلاص فاستمرت الحياة الاجتماعية رغم الدم والدموع.
ويطرح سؤال بعلامة استفهام كبيرة حول الخلفيات وراء عودة الهجمة ضد المدرسة ولفائدة من تعمل تلك الأصوات الناشزة التي تحاول من بعض المنابر تضليل الرأي العام وتسويق خطاب ايديولوجي لا يمت بصلة للمجموعة الوطنية بمرجعيتها المحددة في الدستور.
لقد أنتجت المدرسة عل مدى السنوات أجيالا متعاقبة محصنة بالوطنية وبالعلوم والمعارف رغم ما يطرح من جدل مشروع ونقاش حول المستوى الأمر الذي يجب أن يتعمق باستمرار بتأطير من المختصين والخبراء المستقلين. وبالفعل ضنت تزويد المجتمع بموارد بشرية منها جانب هائل من المؤهلين وذوي الكفاءة الذين قطفتهم بلدان أخرى تستفيد من قدراتهم والمادة الخام التي اكتسبوها من المدرسة الجزائرية وتصدرها إلى بلدهم الأصلي إليها قيمتهم المضافة في شتى التخصصات خاصة العلمية والتكنولوجية.
وفي ظل حتميات التطور ومنطق الإصلاحات التي تتواصل في الجوانب الخاصة بالبيداغوجيا من اجل تقليص حجم البرامج وإنهاء معاناة التلاميذ مع ثقل المحافظ التي ترهقهم من جهة وتسوية مناخ الأداء المهني للتاطير بكافة أسلاكه من جانب آخر مع تدعيم المؤسسات المدرسية باللوازم الضرورية تبقى المدرسة الجزائرية مصدرا للإشعاع وبناء الإنسان ومن ثمة ليس من العدل أن تحمل مسؤولية تقصير أو إخفاق أطراف أخرى معنية مثل الأولياء والمحيط الاقتصادي والاجتماعي والجماعات المحلية والطبقة السياسية التي يمكنها أن تضاعف من درجة الاهتمام بالمدرسة بتسهيل حصول التلاميذ على ما يحتاجون إليه من وسائل بيداغوجية ونقل عوض استعمالهم في برامج حزبية تخضع لايديولوجيا ضيقة لا مجال لها في حقول العلوم والمعارف .
المدرسة صدرت كفاءات
سعيد بن عياد
01
فيفري
2013
شوهد:1227 مرة