الجزائر والأمم المتحدة صوت الحكمة... والتعقل

جمال أوكيلي
06 أكتوير 2015

كان الحضور الدبلوماسي الجزائري قويا بالأمم المتحدة.. سواء عن طريق تدخلات السيد رمضان لعمامرة وزير الشؤون الخارجية والتعاون الدولي أو الشروحات المفصلة التي قدمها السيد عبد القادر مساهل وزير الشؤون المغاربية والإفريقية والجامعة العريبة بخصوص المستجدات السياسية في الساحل وليبيا ومحاربة الإرهاب والتطرف العنيف والصحراء الغربية وبلوغ أهداف الألفیة .. وإصلاح مجلس الأمن..
وقد استمعت المجموعة الدولية بإمعان وصدق لصوت الجزائر المدوّي في هذا المنتظم الأممي بخصوص قضايا شائكة استطاعت الجزائر بفضل حنكتها في إدارة هذه الملفات أن تحدث انفراجا ملموسا توّج بالتوصل إلى التوقيع على اتفاق بين الماليين كما فتحت الطريق لاستكمال تسوية المسألة الليبية.
وفي مقابل ذلك، كل من تداول على المنصة لإلقاء كلمة بلاده إلا وأشاد بدور الجزائر في حلّ الأزمات المعقدة في المنطقة أو تقديم الرأي السديد تجاه ما يحدث هنا وهناك من أعمال عسكرية تشهدها البعض من البلدان العربية وهذا نابع عن تجربة رائدة وخبرة واسعة في إطار الرؤية المتخصصة والواقعية إزاء ما يدور من أحداث مؤلمة.. ناجمة عن حسابات إقليمية أضرت الكثير بأمن الشعوب واستقرار بلدانها وكم من مرة دعت الجزائر إلى توخي الحوار بدلا من المواجهة العسكرية، لأن اتباع او السير على هذا المنطق، فإنه يصعب الخروج والتخلص من تداعياته ـ كونه لا يحسم المعركة مهما طال الزمن أو قصر.. والتجارب واضحة لا داعي للتلويح بها.
وقد أثبت الاهتداء إلى الحوار المزايا الذي يمكن أن يوفرها منها بالأخص توقيف الأعمال الحربية من دمار شامل للبنية التحتية وخسارة فادحة في الأرواح.
 الماليون اليوم يعتزون بما أنجزته الجزائر لصالحهم ومهما تكن الأوضاع في شمال البلاد،، فإن كل الأطراف متفقة على السلام وهذا هو الأهم.. ورويدا رويدا تلتحق ليبيا بهذا الخيار بعد أن تركها الغرب لحالها تنزف دما وتلملم جروحها.
لابد أن تكون هناك إرادة خيرة تنحو هذا النحو وتضع الفارق في العمل السياسي المبني على النظرة الحكيمة الرامية إلى القضاء على كل أشكال التوترات في شتى الجهات الافريقية أو العربية.
وكانت الفرصة مواتية في الذكرى الـ٧٠ لتأسيس الأمم المتحدة لتشرح الجزائر مساعيها الديبلوماسية في عالم غارق في “الفوضى الخلاقة”.
ونقل المسؤولون الديبلوماسيون الجزائريون في هذا التجمع انجازات سياسية ملموسة لصالح المجموعة الدولية وتماشيا مع المبادئ الأساسية لميثاق الأمم المتحدة الذي قاعدته السلم العالمي وكل جهود الجزائر تندرج ضمن هذا الاطار الواضح والثابت في آن واحد.
وهذه “الانجازات” عفوا “النجاحات السياسية” موجودة في الواقع اليوم ولا واحد كان يحلم أن يعود الهدوء الكامل إلى شمال مالي ولا واحد كان يعتقد بأن الاخوة الليبيين يتحلون بتلك الإرادة الفولاذية قصد الذهاب إلى حكومة وحدة وطنية.. ناهيك عن إقرار الكثير بالطرح الجزائري لفائدة الشعوب.. هذا هو صوت الحكمة والتعقل الذي دوى في الأمم المتحدة هذه الأيام.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024