مزايدات .. مفضوحة

جمال أوكيلي
27 سبتمبر 2015

استغرب الجزائريون لما ورد من مغالطات «سياسية»،، في ركيزة إعلامية خاصة نسبتها إلى منظمة الأغذية والزراعة الأممية الـ«فاو» في شكل تقرير يعني الجزائر،، وبلدان أخرى،، حول الآثار المترتبة عن استيراد المواد الواسعة الاستهلاك.
ولأول وهلة يظهر وأن هذا العمل مفبرك،، معد بدقة «متناهية» لاعلاقة له بالأبعاد التي سعى هؤلاء لإثارتها في سياق هكذا،، منذ أن شرعت هذه الهيئة في نشاطها كان طابعها واضحا ألا هو مرافقة البلدان العضوة في سياستها الفلاحية،، وكل ١٦ أكتوبر،، اليوم العالمي للتغذية،، تخصص شعارا معينا،، حول الفقر أو المجاعة أو وضعية الأرياف أو المرأة العاملة في هذا القطاع وحماية الأراضي وغيرها.
هذا هو إختصاص الـ «فاو»،، أما خارج هذا الإطار فلم نقف في يوم من الأيام،، على أنها «أعدت تقريرا» ضد بلد معين تتوقع أشياء ليست من صلاحياتها بتاتا وكليا،، هذا التناقض بين المقاربتين «السياسية» و«الاقتصادية» قد تعيد فرضية أن مانسب إليها يحمل تلك المصداقية،، وعليها تكذيب ذلك كون الجزائر ترفض رفضا مطلقا أن تسمع أو تطلع على مثل هذا الكلام غير المسؤول،، لجهة لها وصايتها المباشرة تمنعها من التدخل في شأن الآخرين،، وتتخذ حيالها إجراءات صارمة ان تأكد ذلك،، حتى تبقى في إطارها المتعارف عليه في مثل هذه الحالات.
وعادة فإن التقارير الصادرة،، لاتصدر الأحكام بقدر ما تقدم أو تعرض وضعية وحالة معينة مشفوعة بالأرقام!؟ والذين «تفلسفوا» في تلك القراءة وتوصلوا إلى تلك الاستنتاجات الوهمية،، هم بعيدون عن الواقع،، ولايعرفونه.
 كميات الحبوب التي تستوردها الجزائر ليست جديدة،، وهي تعود لفترات طويلة لسدّ فارق الانتاج عندنا،، قد يصل إلى سقف معين،، لكن هذا ليس أبدا عاملا من عوامل «اللاإستقرار» أو شيء من هذا القبيل،، كما أن الإتيان ببعض المواد من الخارج لاعلاقة له بما يروّج له هؤلاء،، إننا نشتم من هذه الادعاءات الباطلة المحاولات اليائسة التي تريد المساس بمواقف الجزائر على الصعيد الدولي،، الثابتة المتمسكة بالشرعية في تسوية بؤر التوتر هنا وهناك،، خاصة في إعادة السلم إلى ربوع المنطقة،، وعدم التدخل في شؤون الغير،، هذا مايقلق هذه الأطراف التي أصبحت تستغل أي شيء ضد الجزائر،، حتى الـ «فاو» أقحمت في هذه اللعبة القذرة،، استغلها البعض عبر «فضائياتهم» لجعل من الحبة قبة.
ونأسف لبعض من يحملون صفة «خبراء» أو «أساتذة» أو «نقابيين» عندما تحولوا إلى معاول في تكسير البلد،، وإلحاق الضرر المعنوي بسمعته من خلال خروجهم عن «التحليل» الموضوعي والمنطقي إلى التعبير عن حقدهم الدفين تجاه بلدهم الجزائر،، وقعوا للأسف في فخ نصب لهم عنوة وعمدا دون أن يبدوا تحفظاتهم تجاه مصدره،، أو الجهة التي أصدرته،، بل تمادوا في قول أي شيء لقراءة خاطئة واستنتاجات بعيدة كل البعد عن الواقع،، هكذا يقع البعض في التهريج دون أن يعي خلفيات ذلك،، والعواقب الناجمة عن مثل هذه الذهنية المريضة التي تحولت إلى أبواق لهدم ماهو قائم.
إن الذين كانوا بالأمس القريب يهللون لـ «الربيع العربي» عفوا «الخراب العربي» لم يهدأ لهم بال إلى غاية يومنا هذا،، وماتزال شوكة في حلوقهم،، وهذا عندما أعطاهم الشعب الجزائري درسا لن ينسوه ابدا،، برفضه السير وراء دعاة الفتنة.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024