اللاجئون..مشروع ترومان

نوالدين لعراجي
21 سبتمبر 2015

مازالت قضية اللاجئين السوريين تصنع المشهد السياسي العالمي والأوروبي بالخصوص، جراء التجاذبات وتبادل الأدوار بين دوله بين مرحب بتوافدهم على أراضيها وبين رافض لهذا المسعى من بداياته..
بالأمس فقط صادق البرلمان المجري على قانون يرخص فيه بإطلاق النار على اللاجئين الذين يعبرون أراضي البلاد. ولم يكتف البرلمان بهذا القرار، بل عمد إلى تعزيز صلاحيات الشرطة والجيش من اجل التصدي لظاهرة الهجرة غير الشرعية للاجئين السوريين والذين يعبرون الحدود والسواحل يوميا بالآلاف.. وكأن مصير هؤلاء لا يختلف عن مصيرهم في بلدهم المهددين فيه بالموت في أي لحظة نتيجة الحرب والمعارك التي تدور على ارض الشام.
حجتهم في ذلك الاحتماء من تسرب عناصر من داعش إلى أراضيهم عن طريق الأشخاص الفارين الذين لا يمكن التأكد من هوياتهم..
في الجهة المقابلة تطالب كرواتيا من الجارة اليونان بالكف عن نقل اللاجئين من الشرق الأوسط الى أوروبا.. لتخوف كرواتيا من هذا الزحف نظرا للحدود المفتوحة عن طريق صربيا لان زحف اللاجئين جاء سيرا على الأقدام عبر البلقان بحثا عن الدول الأكثر أمنا في غرب وشمال الاتحاد الأوروبي.
لكن ما يشد الانتباه هو الترحيب الالماني باللاجئين ومساعدتهم ومنحهم الكثير من المزايا والامتيازات المدنية والشخصية والاجتماعية.. في المقابل تهجر الآلاف نحو اراضيها وتقوم المجموعة الدولية بتوريث الشعوب النازحة من اراضيها بالعصابات الارهابية كداعش لفرض السيطرة على المنطقة العربية وحماية مصالحها على الارض.
في ظل كل هذه التداعيات يمكن ان نستخلص ان الاهتمام باللاجئين السوريين ليس الهدف، بقدر ما إخفاء لهدف اكبر واسمى من هذا المشروع الاستدماري.
فهل تستذكر الشعوب العربية مشروع هاري ترومان سنة 1948 بإعمار فلسطين وما تبعه من تداعيات.. نحن نشهد اليوم مشروع ميركل في 2015 في تعمير اوروبا وإفراغ الشام من أهله ومواطنيه.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024