مغامرة محفوفة بالمخاطر

حمزة محصول
14 سبتمبر 2015

نفى شاب إفريقي، ينحدر من عاصمة مالي بماكو، في حديث مع «الشعب»، أن تكون هجرة الآلاف من أقرانه الأفارقة نحو أوروبا، بسبب أوضاع مأسوية ومزرية يعانونها في بلدانهم الأصلية، مفيدا بأن قليلا منهم فقط، من يدفعهم اليأس من الحياة إلى البحث عن مصادر زرق في جهات أخرى من العالم.
هذا الشاب، الذي دخل الجزائر قادما من باماكو برا، ويشتغل حاليا في ورشة للبناء، يقول، إنه لم يشتغل يوما في حياته. ومثله مثل غيره، يعتقد أن حظه في تحصيل الأموال الوفيرة يوجد خارج بلده. وأن السير على خطى الغير الذين هاجروا يحمسّهم أيضا على ركوب مغامرة غير محمودة العواقب.
هذه إذاً إحدى شهادات المهاجرين الأفارقة، الذين وصلوا الجزائر ولا يملكون سوى بطاقة تعريف، لكنهم وجدوا المعاملة الحسنة، والفرصة الملائمة للظفر بمنصب عمل على قدر الكفاءته والتأهيل المهني الذي يحوزونه، فهو لا يملك شهادة جامعية ولا خبرة تكوينية.
التمعن، في انتفاء مبررات الأوضاع المأسوية كدافع للهجرة، يجد أنه أمر منطقي، فكم من قرية ومدينة إفريقية، تفتقر إلى المشاريع والبنى التحتية في حاجة ماسة إلى سواعد أبنائها، ففرص الشغل قائمة وتحتاج إلى استجابة وتخطيط حكومي.
إن هجرة الشباب الأفارقة، في الوقت الراهن، لم يعد الحل الأمثل لهم، بل يعد أسوأ خيار على الإطلاق، فحلمهم ببلوغ أوروبا، يتبخر في الصحارى والبحر، ناهيك عن تشبع القارة العجوز باللاجئين السوريين، وتعامل بلدانها بطريقة صارمة وأحيانا غير إنسانية معهم.
حساسية القضية، تفرض على الدول الإفريقية، قبل الأوروبية، فتح نقاش معمق حول كيفية حفاظها على مواردها البشرية واستغلالها في نهضة اقتصادية واجتماعية، وعدم التركيز فقط على المواعيد الانتخابية.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024