مراجعة الذات

محمد مغلاوي
27 أوث 2012

 

انقضى شهر رمضان المعظم وسينقضي شهر شوال وتأتي شهور أخرى من حياتنا، وسينقضي عام ٢٠١٢ ويأتي عام ٢٠١٣ وتأتي أعوام أخرى، في رحلة يمر فيها الفرد بمحطات حلوة أحيانا ومُرة أحيانا أخرى، تدفعه لأن يقف مع نفسه يحاسبها لينظر فيما انقضى، ويعود لمسارات ماضيه القريب والبعيد، يراجع كل أفعاله وسلوكياته بقراءة متأنية لحظة بلحظة، ليستطيع تقويم الأمور بهدوء وتبصر، ليكون على استعداد جيد للمرحلة المقبلة، بوضع استراتيجية تجنبه أخطاء وسلبيات ما فات، وبالتالي معرفة متطلبات الأيام والشهور والسنوات القادمة.
فالفرد قد يحتاج في لحظة من اللحظات إلى تفعيل دوره وترشيد اسهامه في صياغة الحياة، وقد يعيد النظر في الكثير من الأمور، ولا يكون ذلك إلا بمراجعة صريحة للذات، فالطالب مثلا إذا فشل عليه أن يراجع أسبابه حتى لا يكرره، والشاب إذا أساء أو خاصم يراجع تصرفاته وسلوكياته ليكون ايجابيا ومسالما، والأستاذ يراجع واجباته تجاه تلامذته حتى يكون على قدر المسؤولية الملقاة على عاتقه...
بهذا الأسلوب وبهذه المنهجية يخطو الفرد خطوات لمراحل قادمة، وهو أكثر تماسكا وتبصرا ومدركا لصواب المسار من عدمه وعارفا بما هو مطلوب، لأنه قد يخطئ، وهذا شئ طبيعي، لكن غير الطبيعي أن يصر على الخطأ.
كل لحظات عمرنا غالية علينا استغلالها بطريقة ذكية وعقلانية. صحيح أنه لا أحد منا يعلم ما سيحدث مستقبلا إلا الله سبحانه وتعالى، لكن من المهم أن يتعلم الإنسان من تجاربه، لأن الحياة تجارب فيها عثرات ونجاحات، ومن لا يتعلم منها سيسقط في فخ العجز والفشل.

 

1 تعليق

  • رابط التعليق nazim nazim 28 أوث 2012

    المراجعة الصريحة بالذات ....؟ فهل في المجتمع الذي نحن فيه يمكن مراجعة الذات بكل جدية و موضوعية و خصوصا بكل حرية دون اخذ بعين الاعتبار عدة امور في حياتنا ...فهل ممكن مراجعة الذات بحرية دون ضغط من الغير او من المجتمع الذي نعيش فيه.....فهل يمكن استغلال عمرنا بكل استقلالية .....

    تقرير

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024