غابت أغلب الأحزاب السياسية عن مختلف التحولات الوطنية والدولية والإقليمية لتؤكد مرة أخرى بأنها تشكيلات سياسية مناسباتية تفتقد لبرنامج سنوي تجمع حوله مناضليها والمتعاطفين معها لتطوير الممارسة الديمقراطية وتنوير الرأي العام الوطني وتسهيل مهام وسائل الإعلام في نقل مادة إعلامية في مستوى تطلعات المجتمع وقيمة مضافة للمقترحات والانتقادات.
إن التنشئة السياسية في الجزائر غائبة على مستوى الكثير من الأحزاب التي ألفت الصراعات الداخلية والسعي وراء الريع على حساب النضال والتضحيات من أجل نشر المبادئ والتعريف بالبرامج التي تعتبر الفاصل في الديمقراطيات التقليدية.
إن اندثار ثقافة النضال جعل الكثير من الشخصيات السياسية والمناضلين يغادرون المعترك السياسي وتركه للكثير من المتطفلين الذين يستنجدون بكل شيء من أجل الظفر بمقعد في المجالس البلدية والولائية وحتى البرلمانية سعيا للنفوذ والجاه والمال وغيرها من المزايا، وهو ما جعل جل القيم تذهب مع الزمن.
وما يعاب على الأحزاب، غياب التداول على رئاستها وكثرة الولاءات وانتهاج خطاب سياسي عنيف زاد من حدة الهوة بين القواعد الشعبية والقيادة.
وتذهب جهود أغلب الأحزاب في المرحلة الحالية في الانقلابات الداخلية وحبك المؤامرات للسيطرة على مقاليد تسييرها، لهذا يتجنب معظمها عقد جمعيات عامة وإعادة هيكلة نفسها بالانتخابات، فجل المناصب تمنح بالتعيين مقابل تزكية رؤساء الأحزاب وهكذا دواليك إلى أن تم القضاء على كل تقاليد العمل السياسي.
لقد انخفضت أسعار النفط، واجتياز مختلف المسابقات وتم تعديل حكومي، وتسجيل بعد الاعتداءات الإرهابية لكن الكثير من الأحزاب كانت غائبة والتي تحركت جاء موقفها متأخرا.
لقد بادرت جبهة القوى الاشتراكية بمقترح كاد من خلاله جمع كل القوى الوطنية لكنها فشلت في الأخير لتصاب بالإحباط وتعاود الانغلاق على نفسها، وقاطع بعض جلسات البرلمان كانتقام من رفض مقترحها.
وحتى تنسيقية المعارضة انقلبت على نفسها بعد لقاء أحمد أويحيى مقري في صورة تؤكد تفضيل هؤلاء بقاء الوضع على ما هو عليه ودعواتهم بالتغيير ستجعلهم يعملون أكثر ولا يستمتعون بالريع الذي يحصلون عليه بطرق أو بأخرى.
التحولات تفرض على الطبقة السياسية التي تنتقل إلى مرحلة الإنتاج والنضال من خلال الاستنجاد بالطبقة المثقفة لتقديم مقترحات في المستوى وقابلة للتجسيد بعيدا عن الأحكام المسبقة وتسويد كل شيء.
أحزاب المناسباتية
حكيم.ب
08
أوث
2015
شوهد:1024 مرة