من التشخيص ، إلى التطبيق

جمال أوكيلي
22 جويلية 2015

الندوة الوطنية حول مكافحة التطرف واستئصاله المنعقدة بالجزائر، تأتي في إطار تحسيس المجموعة الدولية بالأذى الدائم الذي قد يلحقه الإرهاب بالشعوب الآمنة، إن لم تسارع إلى اتخاذ الإجراءات الردعية اللازمة لدحره في كل الأماكن التي يتواجد بها.
هذه الحقيقة لا مفر منها، لأن تنامي هذه الظاهرة بهذا الشكل الهمجي لا يسمح أبدا الالتزام بالحياد، أو بالأحرى التفرج عما يحدث، لأن كل البلدان التي كانت بالأمس شعارها «الأمر لا يعنيني» ضربت في الصميم، وهي الآن ترفع لواء محاربة هؤلاء، وفي الصفوف الأولى بكل الوسائل المتاحة لها، لقد إنتهى عهد التردد. أو الاعتقاد بأن الإرهاب يحارب من طرف بلد واحد معتمدا على ترسانته العسكرية.
«ندوة الجزائر» تسير في الاتجاه الذي يحسس هذه الأطراف الفاعلة والمؤمنة بمحاربة الإرهاب، بأن الأمر يتطلب وقفة حاسمة وعازمة باتجاه وضع استراتيجية واضحة المعالم في استئصال الظاهرة، حتى وإن كان ذلك صعبا أحيانا، نظرا لعدة اعتبارات، إلا أن الحصول على المبدأ القائم بخصوص التصدي لكل أشكال الإرهاب من قبل كل الدول هو بمثابة إنتصار معنوي يمكن من الغوص في قضايا أخرى أكثر حساسية.
وما فتئت الجزائر تحذر المجموعة الدولية من الخطر الداهم الذي يشكله الإرهاب إلا أن هناك من اعتمد سياسة «النعامة» إلى غاية تلقيه ضربات في عقره، هنا استيقظ الجميع من سباتهم العميق، مطالبين بضرورة محاربة الظاهرة قبل أن تستفحل بالطريقة الحالية.
ميزة وخاصية ندوة الجزائر، لا تبحث في الوسائل العسكرية لمواجهة الإرهاب، وإنما تنطلق من توضيح دقيق للمصطلحات «مكافحة التطرف واستئصاله» وهذا يعني أن الأمر يتعلق بما نقف عليه يوميا عبر الوسائط الإلكترونية والإعلامية من خطب وصور متشددة أثرت كثيرا في الشباب خاصة وعليه لابد من إيجاد آليات توقيف هذا الزحف المتواصل للتطرف بالحلول المقترحة، لأن هناك تشخيصا واضحا في الواقع يعرفه العام والخاص سواء بداخل هذه البلدان المعنية أو في أصقاع أخرى، ساهم في بروز مشاهد غير مجندة ككره الأجانب، وتشويه الدين أو ما يعرف بـ«الإسلاموفوبيا».
لابد من هذه البلدان أن تحارب هذه الظاهرة، وتقلل من أذاها تجاه الآخر، لأن آخر إحصائيات الاعتداءات على المسلمين في أوربا وغيرها بلغت سقفا لا يطاق، ناهيك عن الكتابات المناوئة للمسلمين.
ويدرك الكثير أن مثل هذا العمل ليس سهلا، بل يتطلب الكثير من الحكمة والصبر لأن نتائجه لن تكون غدا، خاصة مع فتح الجبهات في عدة مناطق من هذا العالم، وظهور تسميات لجماعات تمكنت من استغلال الشبكة العنكبوتية لأهداف غير مجندة، وماتزال حتى الآن تعتبر الانترنت الفضاء الحيوي لتحركاتها في كل الاتجاهات، ترسل فيه كل ما تريد من صور مؤثرة جدا، مثلما حدث للطيار الأردني، وأقباط مصر، وغيرها من الأشياء المرفوضة كالإعدامات الجماعية. هذا ما ينبغي إزاحته من عقل الإنسان في هذه المعمورة، هذا كله تطرف يستدعي إزالته فورا واستئصاله نهائيا.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024