خلفيات الاعتداء الإرهابي بعين الدفلى؟

حكيم بوغرارة
20 جويلية 2015

يعكس الاعتداء الإرهابي الجبان الذي أودى بحياة 9 من عناصر الجيش الوطني الشعبي كل الفرضيات التي تتحدث عن استهداف الجزائر من خلال زعزعة استقرارها واستهدافها للمكاسب العملاقة التي تحققت.
ويبدو أن إعطاء الأوامر للمرتزقة والخونة من الجماعات الدموية للهجوم على أفراد الجيش بمنطقة عين الدفلى للفت أنظار الجيش الوطني الشعبي على المناطق الداخلية وجرّه لتخفيف الحراسة المشددة على الحدود الجنوبية التي أظهرت فيها قواتنا المختلفة صرامة وحزما شديدين لمراقبتها وإحباط كل محاولات التوغل من الحدود الجنوبية الممتدة على مسافة أكثر من 6400 كلم.
وفي سياق متصل يظهر أن تحالف مافيا التهريب مع الجماعات الدموية قد تم قصمه من قبل قوات الجيش الوطني الشعبي التي تمكنت في السنوات القليلة الماضية من توقيف مئات المهربين من الذين كانوا مصدر تمويل للإرهاب، وبالتالي فقرب العملية من الحدود الغربية للوطن له أكثر من دلالة في تورط بارونات المخدرات للقيام بمخططات لمحاولة التخفيف من الضغط على الحدود.
فالجماعات الدموية ووفقا للتحولات الجديدة في نشاطها فهي لا تتحرك إلا إذا تم ضخ أموال بالدولار والأورو، ووجود أجانب ضمن الإرهابيين الذين تم القضاء عليهم يؤكد فرضية دخول عناصر أجنبية للجزائر لدعم الإرهابيين في سياق الترويج للتنظيم الإرهابي الذي يسمى “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب العربي” الذي تسيره جماعات قريبة من الاستخبارات الصهيونية والغربية وحتى بعض العربية لزعزعة استقرار الجزائر.
ويبدو أن تطور المؤسسة العسكرية الجزائرية ودخولها عالم الاحترافية أقلق الكثير من الدول التي لم تتحمل المستوى الذي وصلت إليه الجزائر في مجال الدفاع، والذي تجني ثماره العديد من الدول على غرار دول شمال المتوسط ـ فرنسا، إسبانيا - إيطاليا والدول التي تملك حدودا معنا حيث تنعم بالسلم والاستقرار في المناطق الحدودية مع الجزائر وأيقنت كل هذه الدول المخاطر التي قد تتهددها مستقبلا بعد الذي حدث في ليبيا وتحولها لمنطقة عبور للأسلحة والمخدرات والهجرة غير الشرعية، حيث لم يكن الذين فكروا في تدمير ليبيا قد فكروا في العواقب الوخيمة التي ستنجر عنها والتي حذرت منها الجزائر في أكثر من مرة لكنها لم تؤخذ بعين الاعتبار.
في سياق متصل يبقى استهداف أسعار النفط من الوسائل التي اتخذت للنيل من الجزائر، حيث تم إحباط كل محاولات الجزائر على مستوى منظمة “الأوبك” للرفع من أسعار النفط التي باتت تخضع لأهواء العديد من الزعامات الكارتونية التي تنتقم من الدول والشعوب التي تسعى للسلام وتجسيد البرامج التنموية لشعوبها.
وجاء الاعتداء الجبان وإعلان المؤسسة العسكرية عن رغبتها في توظيف الشباب من الحاصلين على شهادة البكالوريا لدعم القدرات الدفاعية الجزائرية وتزويدها بالنخبة التي صنعت الفارق بالمقارنة مع مختلف الجيوش العالمية، حيث برهنت الجزائر بأن المورد البشري يبقى أهم سلاح في الجيش بعيدا عن الأسلحة النووية والباليستية.
وتبقى العلامة المميزة للجيش الوطني الشعبي هو رد فعله القياسي في اقتفاء آثار الجماعات الدموية التي ترفض المواجهة وتفضل الطعن في الظهر وهي السمات التي تنبأ باضمحلال وتلاشي بقايا الجماعات الدموية التي تعيش مرحلة اليأس والقنوط من رحمة الله.
وأخيرا تبقى المصالحة الوطنية حلا جذريا لكل مشاكل الإرهاب من خلال مواصلة العمل بها وتطويرها حتى تكون حاجزا أمام كل من يريد الاستثمار في رماد الإرهاب والفوضى.       

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024