إحياء ما قتله الإرهـاب

حمزة محصول
20 جويلية 2015

استعادت مدينة تمبكتو، شمال مالي، جزءاً مهما من تاريخها العريق وذاكرتها الجماعية، بعدما اكتملت عملية ترميم عدد من الأضرحة التي تعرضت للهدم سنة 2012 على يد الجماعات الإرهابية.
عملية ترميم 8 أَضرحة تمت برعاية ودعم منظمة اليونيسكو، التي تصنّف هذه المعالم الثقافية والدينية ضمن التراث الإنساني العالمي، وجاءت استجابة لطلب سكان «تمبكتو» الذين يرون فيها مرجعية خالدة لثقافتهم وهويتهم. ليردوا بذلك وبشكل حازم على التنظيمات الإرهابية التي عبثت بأمن وثقافة المدينة خلال فترة تواجدها بمدن شمال مالي سنة 2012 ويؤكدوا لها أنها لن تفلح في اجتثاث ما يرمز لخصوصية المنطقة ويعبر عن مكانتها وعلاقتها بالدين الإسلامي الحنيف، الذي عرفته واعتنقته منذ قرون طويلة على قيم الوسطية والاعتدال والتسامح والعلم والمعرفة، لا على التطرف والتكفير وقتل الأبرياء، كما هو حال هؤلاء الإرهابيين الذين شوهوا صورة الحضارة الإسلامية ودينها.
لقد اجتهد، حرفيو «تمبكتو» وعادوا للخرائط والوثائق القديمة، كي يشيدوا من جديد تلك الأضرحة، بنفس النمط العمراني ونفس المواد التقليدية، تحت إشراف ومتابعة مختصين في تاريخ المدينة، واستطاعوا في النهاية إعادتها إلى طبيعتها الأولى، في رسالة صريحة ومباشرة مفادها، أن الإرهاب لن يقضي على التاريخ والحياة، مهما بلغت درجة وحشيته وهمجيته.
ويصر أهل «تمكبتو»، على مواصلة ترميم جميع المعالم الأثرية التي تعرضت للتخريب، منها المساجد، في إطار برنامج يمتد إلى 4 سنوات وبقيمة 11 مليون دولار، صرف منها 500 ألف دولار لغاية الآن، من أجل الحفاظ على التراث اللامادي للمدينة ولمالي وللتاريخ الإسلامي في القارة الإفريقية.

 

 

 

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19522

العدد 19522

السبت 20 جويلية 2024
العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024