يعكس الاعتداء الإرهابي على قاعدة بترولية بعين أمناس، أمس، الإحباط الكبير الذي تعيشه الجماعات الدموية التي تتعرض لحصار كبير هذه الأيام، أصبحت السيناريوهات لهذه الجماعات واضحة، فهي تبحث عن الصدى الإعلامي لفك الحصار عنها أو محاولة التأكيد بأنها مازالت قوية وقادرة على الضرب في أي مكان لتوجيه الرأي العام عن ما يحدث في مالي التي تعرف تضامنا واسعا لتطهيرها من الجماعات الإرهابية والحفاظ على سلامتها الترابية.
ما يؤكد قرب نهاية الجماعات الدموية، هو كثرة الضربات التي تلقتها من الجيش الوطني الشعبي الذي أحكم السيطرة على الحدود منذ أيام الأزمة الليبية وكبّد الإرهابيين خسائر فادحة جعلتهم يفعلون كل شيء للخروج من المستنقع الذي صنعوه.
ويبقى هذا العمل الجبان الذي لن يثني من نجاحات الجزائر في مكافحة الإرهاب، دليلا على المؤامرات التي لازالت تحاك ضد بلادنا وتجسدها مجموعات دموية لا أصل لها ولا فصل، وتسهر على تنفيذ سيناريوهات متطرفة تصبّ في خانة أعداء الجزائر والأمة العربية والإسلامية.
إن هذه العملية التي تضاف إلى الضغوطات البسيكولوجية والحملات التي تستهدف الجزائر وثرواتها سوف لن تنجح أبدا بالنظر للحنكة والتجربة التي اكتسبتها البلاد في تسيير مثل هذه الملفات ويبقى الوقت هو العامل الوحيد لكشف ما يحدث حاليا.
أزمة مالي والاعتداء الإرهابي الذي تعرضت له القاعدة البترولية بعين أمناس، جزء من واقع عالمي يحتاج لنظرة معمقة تصب في صالح السلم والأمن العالميين وإلا فسنحمل بذور فنائنا في ظل ازدواجية الخطابات والنفاق الذي بات يميز العلاقات الدولية وطغيان المصالح على حساب السلام، كما أن توالي الأزمات بدول العالم الثالث والعربي والإسلامي وانتقالها إلى إفريقيا يؤكد بان الشركات المتعددة الجنسيات و«بارونات السلاح» في العالم هم الذين يحركون رؤساء الدول والحكومات لشن الحروب وإثارة الأزمات من أجل التوغل واكتساب مناطق نفوذ جديدة.
لقد تأكد بأن الإرهاب قد اندثر وهو الأمر الذي يقلق بعض الدول الغربية التي لن تجد مستقبلا ذرائع لتبرير التدخل الأجنبي لذا أصبح اللعب قذرا جدا وبالتالي يبقى تحصين الدول من الداخل أحسن وسيلة لصد المؤامرات فالغرب يستثمر في زرع الشك وتأليب الشعوب على حكامها لإثارة الفتن وإضعاف الشعوب لتعميم الفوضى ومنه تسهيل تجسيد أي مخطط استعماري جديد.
الجماعات الإرهابية محبطة؟
حكيم/ ب
15
جانفي
2013
شوهد:1496 مرة