وضع الأخضر الإبراهيمي المبعوث الأممي الأطراف السورية أمام مسؤوليتها بشأن مستقبل بلادهم محذرا للمرة الألف من المخاطر المحدقة في غياب أي تنازل وإصرار الإخوة الأعداء على استعمال العنف وبكل قوة من أجل تحقيق أهدافهم ولو على حساب مصير شعب بلاد الشام الضارب في أعماق التاريخ ويزخر بقيم الحوار والتعايش.
القناعة التي توصل إليها الدبلوماسي الجزائري المخضرم ترتكز على معطيات بحوزته ينجز على أساسها خطته للخروج من حالة الانسداد بإشراك كافة القوى الداخلية والعواصم المعنية بالنزاع خاصة الولايات المتحدة وروسيا التي أكدت أكثر من مرة أن انشغالها يتجاوز الدفاع عن نظام حكم معين بقدر ما يتعلق بالانشغال بمستقبل بلد بكامله يحتل موقعا حساسا في منطقة الشرق الوسط الذي ينام ويصبح على خطر انفجار الوضع كلية في ضوء تداعيات الوضع الفلسطيني وانتهاكات الدولة العبرية لحقوق وحدود دول الجوار.
التطورات السياسية وقوة الاتصالات التي تتسارع بشكل مكثف في ظل تزايد وتيرة العنف المسلح حتى اختلط الحابل بالنابل على حساب أمن وسلامة المدنيين تستدعي التزام كافة المعنيين بالأزمة الحادة والتي لا تستحق كل هذا النزيف والاستنزاف للموارد والقدرات بالعودة إلى روح الحكمة والرشد والشعور بثقل المسؤولية لاقتناص الفرصة الأخيرة التي يطرحها الإبراهيمي بعيدا عن أي انحياز لطرف دون الآخر وهو الرجل الذي لا يقبل بأي شكل من الأشكال الخضوع لوصفات تطبخ من الغير خاصة إذا كانت منحازة لمشروع معين.
ولأكثر من مرة نفى الرجل الحامل للهم السوري مصارعا لنزعات إقليمية ودولية أي تسويق من جانبه لمشروع معين لطالما روجت له بعض الجهات من خلال منابر إعلامية مشهود لها بصب الزيت على النار ولو أتي لهيبها على الأخضر واليابس.
التحذير الأخير
سعيد بن عياد
02
جانفي
2013
شوهد:1279 مرة