هل هناك نقص في اليد العاملة المؤهلة أم تشبع؟ سؤال جدير بطرحه في الوقت الحاضر وهذا مع احتياجات الورشات وكذلك الأشغال التي يقوم بها المواطن في بيته، فمن أين يأتي بالبنائين أو الرصاصين أو الكهربائيين أو الذين لهم مهارة في استعمال الجبس.
هذه عينات من المهن المفقودة في واقعنا اليومي، فمن الصعوبة بمكان أن تجد اليوم وبالسهولة المطلوبة أحد من هؤلاء وإن عثرت عليه فبأي سعر؟ حقا إننا أمام حالة قد تبدو للبعض عادية لكن في الحقيقة غير ذلك لأن تلك »الحرف النادرة« لم تعد في متناول المواطن بمعني أنه يتعب في ايجاد أحد منهم بالسهولة المأمولة لولا العلاقات الشخصية التي تأتي به، خاصة إن كان يحسن ويتقن عمله.
وفي كثير من الأحيان يتحجج أصحاب هذه المهنة بأن لهم عمل في جهة أخرى أو أنهم مطلوبون في مكان آخر أو لهم التزامات هنا وهناك، ولا تتحصل عليهم إلا بمشقة الأنفس، وهذابعد انتظار طويل.. يصل إلى أسابيع وهنا تبقى مشكلة السعر قائمة كون هناك من يحدد »المتر« من عمله وفق مزاجه قد يصل إلى ما بين600 و700 دج، وهذا في حالة »التفاوض« معه وقد لا يعود خلال تلك الفترة لأسباب لا بداية ولا نهاية لها أي أنه يعمل بشكل متقطع تارة عند فلان وتارة أخرى عند علان، إنه عالم محير بالفعل لا يعرف خباياها وخفايا أحد من المواطنين العاديين.
وهذا كله يدعو إلى القول بأننا أمام نقص حاد لليد العاملة في هذه التخصصات رغم أن مراكز التكوين المهني تخرّج عددا هاما من تلقوا أبجديات هذه الحرفة.
فأين يكمن الخلل؟ يجب التأكيد هنا بأن سوق المهن غير منظم ولا توجد أطر واضحة تظهر ما يحتاجه كل معني بهذا القطاع سواء المشاريع أو الأعمال البسيطة، لذلك تسجل كل هذه الندرة في العثور على شخص مؤهل، فإلى متى يستمر هذا النزيف؟
بحث في فائدة “اليد العاملة المؤهلة”
جمال أوكيلي
23
ديسمبر
2012
شوهد:1444 مرة