كثرت في الآونة الأخيرة نقاشات ولقاءات وندوات حول الإعلام بصفة عامة، والخدمة العمومية وفتح قطاع السمعي البصري بصفة خاصة، وكانت آخرها الندوة التي نظمتها جريدة «الشعب» الأسبوع الفارط بمناسبة خمسينية تأسيسها بقصر الثقافة مفدي زكريا، قدمت فيها اقتراحات مهمة، وفُتح المجال للإعلاميين والباحثين الشباب الذين تحدثوا عن أهمية مواكبة الصحافة المكتوبة للتطورات والتحولات الراهنة وتقديم خدمة عمومية مهنية.
وعلى عكس ندوة «الشعب» الكثير منا لاحظ تغييب عنصر الشباب في الكثير من الندوات والملتقيات، ويحتكر النقاش جيل الإعلاميين القدامى، ولا يفسح المجال للشباب لإعطاء وجهة نظرهم في مختلف المواضيع المقترحة للنقاش، وتحضرني هنا حادثة وقعت بندوة نظمت بالمدرسة العليا للصحافة، عندما احتج أحد أساتذتها على تجاهل المنظمين للطلبة والإعلاميين الشباب الحاضرين، ووصل به الأمر إلى حد التهديد بمقاطعة الندوة إن لم تعط الكلمة لهم لإبداء رأيهم في موضوع الندوة، وهي الوقفة التي لقت استحسان أغلب الحضور.
لا أحد ينكر أهمية آراء الأساتذة والمختصين والإعلاميين الذين يملكون تجارب طويلة قد تمتد إلى ما قبل الاستقلال، ولا أحد يشكك في نوايا منظمي مثل هذه الندوات، لكن من الضروري اشراك الشباب في النقاش سواء كانوا باحثين أو صحفيين أو طلبة... ومساهماتهم قد تكون أفيد، خاصة وأنهم يعيشون كل هذا التحول الهائل والتطور المتسارع في قطاع حساس، ازدادت تأثيراته على الشعوب والدول، خصوصا مع بروز الإعلام الإلكتروني، الذي يلجأ إليه جيل اليوم لتلقي الأخبار والتفاعل مع ينشر عبر مختلف المواقع، كما أن مقترحاتهم وأفكارهم قد تساعد على وضع تصورات واستراتيجية فعالة، لخلق إعلام قوي يخدم المجتمع والوطن ككل.
الكلمة للشباب
محمد مغلاوي
16
ديسمبر
2012
شوهد:1365 مرة