تعود الى المواجهة اليوم مسألة القوة الصاروخية التي حصلت العام ١٩٥٧ عندما اطلق السوفيات قمرهم الصناعي «سبوتنيك» وادرك الامريكان ان التكنولوجيا التي تحصل عليها السوفيات فاقت ماوصلوا اليه رغم ان الولايات المتحدة تمكنت من التكنولوجيا الذرية قبل الاتحاد السوفياتي، والمخاوف الامريكية كانت تابعة من امكانية قلقي ضربة غير تقليدية بصاروخ عابر للقارات التي امتلكها الروس، والتاريخ يعيد نفسه اليوم بعد التجربة الناجعة لكوريا الشمالية في ارسال قمر صناعي لاهداف مدنية ـ كما تقول ـ لكن سرعان ما شجبت الولايات المتحدة التجربة الكورية التي جاءت اختراقا للقرارات الاممية (مجلس الامن) ١٧١٨ / ١٨٧٤ التي منعت بموجبها كوريا الشمالية من ممارسة اي نشاطات ذات الصلة بالنووي او البالستيكي.
ان التجربة الكورية احدثت حالة من الذعر في كل من كوريا الجنوبية واليابان وحالة من القلق لدى الولايات المتحدة التي لم تستطيع قطعها الحربية المتواجدة في المحيط الهادىء لمراقبة النشاطات العسكرية غير التقليدية لكوريا الشمالية ان ترصد وتدمر الصاروخ البالستي الذي اوصل قمرها الصناعي الى مداره.
ان سياسة الاحتكار التي تمارسها دول النادي النووي وعلى رأسها الولايات المتحدة والتي تخضع لمعايير غير متوازنة ولاحيادية، ففي حين تغض الطرف على بعض الدول بل تمول وتشجع برامجها غير التقليدية مثل الحالة الاسرائيلية في الشرق الاوسط، في حين تمارس الضغوط على ايران بحجة ان برنامجها يهدد السلام العالمي ولا ندري ماهي المعايير التي نحدد بها من يهدد السلام في هذا العالم ومن غير ذلك.
ان العالم اليوم يعيش بالفعل حلقة اخرى من الحرب البادرة تداعت مظاهرها في سوريا وكوريا الشمالية التي لوحت الصين بانها ستلجأ الى الفيتو في مجلس الامن اذا حاول فرض المزيد من العقوبات على حليفتها كوريا الشمالية مع شجبها للتجربة الكورية في ذر للرماد على العيون لتنافس اكثر التطلع الامريكي والاهتمام المتزايد بالمنطقة خاصة بعد الزيارة الاخيرة التي قام بها (باراك أوباما) الى برمانيا مباشرة بعد انتخابه لعهدة رئاسية ثانية. برمانيا التي كانت تعتبر بالامس القريب من مناهضي الامبريالية الامريكية بتخذقها في المعسكر الشيوعي والاسبوع، الجاري اعلنت شركة (غار بروم) الروسية عن تمكنها من الوصول الى آسيا دون المرور على قناة السويس باختصار في المسافة يقدر بـ ١٤٠٠٠ كيلو متر ومدة ٢٥ يوما بدلا من ٣٥ يوما عن طريق خط الشمال الذي تراهن عليه روسيا كثيرا كل هذا يوحي بان السوق الآسياوية تحولت الى رهان استراتيجي مستقبلي للقوى الكبرى والتجربة الكورية امس الاربعاء تدخل في هذا التنافس المتزايد.
كوريا الشمالية.. والتنافس على آسيا
ـ أمين بلعمري ـ
11
ديسمبر
2012
شوهد:1408 مرة