هل غيّرت حماس ثوبها؟

فضيلة دفوس
03 ديسمبر 2012

لا نحتاج الى ذكاء ثاقب حتى ندرك بأن حماس غيّرت الكثير من مواقفها في الأشهرالماضية، وبأنها أصبحت تتحدث لغة جديدة وتسلك أسلوبا مختلفا لم نألفه منها، بل لقد بدأنا نرى حماس جديدة بثوب جديد مشابه الى حد كبير مع الثوب الذي ترتديه فتح منذ عقدين من الزمن.
والدليل انها باركت مسعى عباس الأخير في الأمم المتحدة باعتباره دافعا لتوحيد الجهود الوطنية وطريقا لاقرار المصالحة كما أورده قادتها، وهي التي كانت تعارض هذه الخطوة جملة وتفصيلا من منطلق أنها استعراضية لا تقدم ولا تؤخر شيئا، وتقر ضمنيا الاعتراف بإسرائيل وهي  التي ظلت ترفض ذلك وتحصر دولة فلسطين في حدود 67 وهي تريد كل الأرض المحتلة عام 1948.
حماس تغيّرت هذا أمر لا جدال فيه، فالتصريحات النارية لقادتها أصبحت مهادنة ومسألة، ومواقفهم باتت شبيهة لمواقف الفتحاويين حتى في مسألة المقاومة التي كانت بمثابة الخط الأحمر والمبدأ المقدس.
ولأول مرة أصبحت حماس مثل فتح تماما تطلب وقف المقاومة وتنشد التهدئة مع الاحتلال وترتدي ثوب المرجعية الفتحاوية في النضال السياسي الذي كانت تعتبره على مرّ العقود الماضية مضيعة للوقت وتصفه بالاستسلامي  والانهزامي الذي أجهز على القضية.
ورغم أن زعماء حماس يرفضون الاعتراف بهذا التغيير ويُغالبون من يلومهم على ذلك بتأكيدهم على أنهم يريدون الدخول في استراتيجية وطنية تنهي الانقسام لكنها تشمل المقاومة، حيث قال رئيس مكتب الحركة السياسي خالد مشعل قبل أيام بصريح العبارة “نريد أن تكون لها مرجعية واحدة ونضال سياسي واحد حتى نصبح قوة ونستطيع أن ننجز أكثر، وقدرتنا على الصمود أمام العدوان بكل أشكاله تكون أكبر” قلت رغم المغالبة الحمساوية، الا أن ملامح السير في طريق تطليق المقاومة أو على الأقل تحجيمها تبدو واضحة وجلية، ولا يمكن بأي حال من الأحوال إبعاد التوجه الحمساوي الجديد عن التحركات العربية الأخيرة في اتجاه غزة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024
العدد 19626

العدد 19626

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024