الممكن.. والمستحيل

فنيدس بن بلة
02 ديسمبر 2012

أعطى صالح موهوبي، أستاذ العلوم السياسية والاقتصاد، قراءة متأنية للوضع المضطرب في مالي، وانعكاساته على منطقة الساحل التي عادت إليها صراعات  القوى الخارجية تمليها حسابات الجغرافيا السياسية، والمتطلبات الجيواستراتيجية.
وذكر الخبير العارف بشؤون القارة السمراء، اكتسبها بحكم تجربة ببلدانها، بالأخطار المحدقة بالبلد المجاور للجزائر الذي يعدّ بحق الحلقة الأضعف.. ويوجد في عين الإعصار..
واستند الدكتور من «منتدى الشعب»، في تحليله للوضع الثابت والمتغير في مالي، إلى جملة من المسائل، والتناقضات التي أملت هذه الحسابات، وتركت البلد الهشّ أمنيا وسياسيا واقتصاديا في يوم وليلة محطّ أنظار المتتبعين للشأن الإفريقي في هذا الظرف بالذات.
وتثبت التحاليل بالملموس كيف يجرف هذا البلد بالتدرج نحو اللاإستقرار. ولماذا يزجّ به في الاضطراب والاهتزاز، وهي أجندة مدروسة بدقة منتهية من قبل مراكز استراتيجية وتحاليل، تضع مالي تحت التجربة.. وتدرجه ضمن الرؤية المخبرية...
ويظهر الخطر في أن بقاء الأزمة معقدة إلى هذه الدرجة، ومضاعفاتها، إثر التلويح بتدخل عسكري، سيكون له إنعكاسات كبيرة على الدول المجاورة، والتي تتخذ من الساحل الصحراوي الفسيح، موقعا ومكانة، وهي دول في غاية الهشاشة أمنيا وسياسيا واقتصاديا.
ويخشى أن يضرب التدخل العسكري، عمق الأمن الإفريقي، ويضع الدول من المحيط إلى البحر، في اهتزازات ارتدادية..
على هذا الأساس، رافعت الجزائر بلا توقف، من أجل إزالة هذا الخيار واستبداله بالحلّ السياسي، يتولاه أهل البلد الواحد، ويسدون الفجوة أمام المغامرين الذين لا يهمهم مالي، ولكن تهمهم المصالح والنفوذ..
وتستند الجزائر في موقفها على معطيات ثابتة، وأسس واقعية، مأخوذة من أكثر البلدان عاشت تجارب مُرّة مع التدخل العسكري الخارجي بأسماء متعددة، ومصطلحات برّاقة، لكنها الآن ساقطة في اللاإستقرار، تتآكلها الأزمة، ويضعفها التوتر.. القرار السياسي مصادر، وسيادتها التي دفعت من أجلها الغالي والنفيس، عرضة للمساواة.. والصورة التي تُقدّم لا تحتاج إلى تعليق.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19546

العدد 19546

السبت 17 أوث 2024
العدد 19545

العدد 19545

الخميس 15 أوث 2024
العدد 19544

العدد 19544

الأربعاء 14 أوث 2024
العدد 19543

العدد 19543

الثلاثاء 13 أوث 2024