العدالة الظالمة

أمين بلعمري
27 نوفمبر 2012

إنتهت عملية (عمود السحاب) ضد غزة إلى المزيد من القتلى الفلسطينيين وإلى تعميق المأساة التي يعيشها حوالي مليون فلسطيني في مقاطعة غزة تهمتهم الوحيدة أنهم فلسطينيون أصحاب حق أرض، وفي كل مرة تنتهي فيها العمليات الإسرائيلية على غرار (الرصاص المصبوب)، تعلو فيه الأصوات، أن غزة إنتصرت.. وهذا الكلام هو في حدّ ذاته ظلم لغزة لأنه يجب أن تقول أن غزة صمدت مرة أخرى، أمام البطش الإسرائيلي وإرهاب الدولة.. وصمدت أمام تواطؤ المجتمع الدولي، فلا يمكن لشعب في هذا المحتشد أن ينتصر على الاحتلال الإسرائيلي وجيشه الذي يسميه (تمسكُناً) (جيش الدفاع)، وهو يهاجم الفلسطينيين العزّل كل فينة وحين، ويقول حلفاء إسرائيل بأنه محض دفاع عن النفس، وهي تدافع عن نفسها من صواريخ المقاومة التي اطلقت، وناهز عددها الـ٨٠٠٠ صاروخ منذ بداية المقاومة في غزة، ولكن بالمقابل، لا أحد عدّد أطنان القنابل التي قصفت بها غزّة وقناطير الفوسفور الأبيض وما عرفناه ولم نعرفه من الأسلحة التي جرّبت على غزة المسموحة منها والمحظورة، وتقول إسرائيل أنها تحمي شعبها من بطش صواريخ المقاومة التي تحاول أن تصوّرها بأنها جيش مواز رغم أن المعادلة في هذه المواجهة أبعد ما تكون عن التوازن.
إن إسرائيل وعلى مدى ستين عاما من الاحتلال، لم تستطع أن تسكت الصوت الفلسطيني، رغم البطش والإرهاب المنظم والدعم المقيت لدعاة الديمقراطية والعدالة، وبعد كل عملية إسرائيلية يكسب الفلسطيني وقضيته المزيد من الدعم ولو من قبل الشعوب فقط، فها هي عملية (عمود السحاب) تجلب المزيد من الدعم لتوجه الفلسطينيين إلى الأمم المتحدة. ونيل العضوية فيها، وهذه محطة أخرى من محطات الصمود الفلسطيني، الذي يعرّي همجية الصهيوني من أقنعة البراءة التي يرتديها بعد كل جريمة.

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024