انتهت الحملة الانتخابية لمحليات ٢٩ نوفمبر الجاري والتي خلفت وراءها الكثير من التساؤلات والظواهر التي لا تزال مستمرة حول مستوى الساحة السياسية ومدى إيمانها بقيم الديمقراطية التي تعتمد على التداول السلمي والتنشئة السياسية واحترام مراحل التدرج في المسؤوليات واستغلال كل الفرص لإظهار مدى قدرة مسؤولي الأحزاب على تقلد زمام الأمور ولو كانت على المستوى المحلي.
وتقاطعت الانتخابات المحلية في الجزائر بظاهرة غريبة هي عزوف رؤساء الأحزاب عن الترشح للمحليات لأسباب تبقى مجهولة في حين صنع هذا النوع من الانتخابات رؤساء دول سجلوا أسماءهم بأحرف من ذهب على غرار الرئيس الفرنسي جاك شيراك والرئيس الإيراني أحمدي نجاد الذين سيروا باريس وطهران على التوالي وجعلوا منها عواصم من الدرجة الأولى وهو ما شفع لهم لقيادة الدولة بفعل التنشئة السياسية وإبراز قدراتهم في مختلف المجالات.
وتنعدم ثقافة التنشئة السياسية في بلادنا بفعل جنون العظمة الذي أصاب الكثير من قيادات الأحزاب التي تلهث فقط وراء الرئاسيات والتشريعيات كأضعف الإيمان في صورة تؤكد أن تفكير هؤلاء أكبر من الواقع الذي يعيشونه ولعل سلوك الجزائريين تجاه الانتخابات تقف وراءه التكبر عن المسؤوليات التي يقابل فيها المسؤول المواطن مباشرة ويركزون على القلاع المحصنة ومواكب سيارات معززة بالأمن وكثرة التصريحات وأخذ الصور التذكارية وغيرها من السلوكات الرمزية التي لا يحتفظ بها التاريخ لتبقى الإصلاحات في الجزائر رهينة المطالب الملحة قبل صدورها والاستهتار بها بعد تطبيقها ومهما يكون فالحل لن يكون غدا؟.
رؤساء دول صنعتهم المحليات؟؟؟؟
حكيم بوغرارة
25
نوفمبر
2012
شوهد:1362 مرة