تعمل الدول الغربية كل مافي وسعها للتدخل في افريقيا ليس من خلال عدم الاستثمار ودفع عجلة التنمية فيها التي من شأنها خلق حالة استقرار سياسي ورخاء اقتصادي تجنب القارة وخاصة مالي التي يتشدق الغرب ضرورة التدخل العسكري فيها لتخليص الدولة المالية وشعبها من براثن الجماعات الاسلامية المتطرفة لم يحرك ساكنا في بداية الأزمة أي بالانقلاب على الرئيس المنتخب ودخول البلاد في الفوضى الى ان سيطرت الجماعات المتطرفة على جزء من البلاد فمن المستفيد من التعاطي بتراخي مع الوضع وتركه يزداد تعفنا رغم إستغاثات النجدة التي اطلقتها مالي وتحذيرات دول الجوار وعلى رأسها الجزائر من خطر هذا التعفن، ومن المستفيد من الغاء الخيارات السياسية والدبلوماسية الا الغرب وعلى رأسه فرنسا والولايات المتحدة الامريكية التي تبحث عن مكان يأوي الافريكوم الذي يقبع مؤقتا في شوتغارت الالمانية بعد ان رفضت كل الدول الافريقية سابقا السماح يتواجد هذا الكيان على أراضيها او السماح بتواجد عسكري أجنبي رغم التهويل وتضخيم حجم وخطر الجماعات الإسلامية المتطرفة في منطقة الساحل وهي الحيلة التي لم تنطل على دول المنطقة التي فضلت التنسيق بينما لمواجهة الخطر الإرهابي.
وفي ظل هذا الوضع تبدو مالي الفرصة المتاحة لهذا المشروع من خلال كونها الحلقة الاضعف في منطقة الساحل الصحراوي خاصة من خلال قربها من بؤرتي توتر ولا استقرار وهي شمال نيجيريا ووجود الحركة الراديكالية (بوكو ـ حرام) وصحراء الشمال الغربي حيث يتواجد ما يعرف بتنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وقيام الاولى بعمليات تهجير ونالت قسطها من الزخم الاعلامي، وعمليات الاختطاف والتفجيرات للمقار الأمنية التي تنتهجها تنظيم القاعدة في المغرب الاسلامي وبما أن دول الساحل تصنف في قائمة الدول الهشة ساهم الوضع في تعاظم حجم هذه الجماعات تعاظمت معه فرص التدخل الاجنبي في المنطقة والتي بدأت فصوله او بوادره الاولى تظهر للعيان.
الحلقة الأضعف
أمين بلعمري
13
نوفمبر
2012
شوهد:1258 مرة