في أسبوع التحرر، ومع ما يكابده العالم من أزمات وحروب وأوبئة ومآسي، يصارع الشعب الصحراوي ويكافح بكل ما أوتي من عزيمة، لافتكاك نير الحرية من أنياب المحتل، بالرغم من التضييق والبطش، غير مستعد للتراجع قيد أنملة عن خيار مواجهة الاحتلال المغربي، مكابدا الترهيب تارة والتنكيل تارة أخرى، في وقت جميع الشعوب الحرة، تساند مساره التحرري الطويل بإفريقيا وأمريكا وأوروبا، ولعلّ الوقت صار مناسبا لطرح المزيد من الأوراق لوقف مراوغات ومغالطات نظام المخزن، وفضح ما يحاول التستر عليه تحت عباءة الاحتلال ومحاولة طمس حقيقة أنّ الصحراء الغربية آخر مستعمرة في إفريقيا، ومن الضروري أن تتحرك دول القارة السمراء التي تدرك وحدها جيّدا مرارة وقسوة طعم الاحتلال وأساليبه الإجرامية، نحو مساندة القضية الصحراوية العادلة، التي تعدّ مع فلسطين المحتلة أقدم قضيتين يجب أن يسرّع من استقلالهما وإنهاء بشاعة الظلم الذي يطال يوميا المدنيين على أرضهم.
الشعب الصحراوي لن يقبل بغير تقرير مصيره، لأنّ ماعدا ذلك يعد خروجا صارخا عن قرارات الأمم المتحدة، ويأتي تحرك البرلمان الإسباني في جلسته الأخيرة المنعقدة، نهاية الأسبوع، لرفض التقلب الأخير المفاجئ في موقف رئيس الحكومة الاسبانية سانشيز، وتم تجديد طلب تصحيحه والعودة إلى الموقف الأول الثابت والمتوافق مع قناعة الشعب الإسباني ومؤسسته التشريعية، وعلى ما يبدو لن يتوقف البرلمان الإسباني عن ضغطه وتحركاته إلى غاية إنصاف القضية الصحراوية، وإسقاط المناورات التي يحاول من خلالها نظام المخزن ذر الرماد في العيون.
ويعوّل كثيرا على المعركة القانونية التي ستخوضها جبهة البوليساريو الممثل الشرعي والوحيد للشعب الصحراوي، لتعزيز مكاسب الشرعية، وإسقاط إدعاءات وأكاذيب الاحتلال المغربي الذي يحاول مستعملا كل الطرق الخبيثة لمحاولة الاستيلاء على الصحراء الغربية، ومن ثمّة بسط الهيمنة على الثروات. وبالتأكيد إنّها مسألة وقت فقط وتسقط أقنعة من يحاولون دعم الاحتلال الجائر وإجبار المجتمع الدولي بكل آلياته على العودة إلى مسار التسوية السياسية في إطار تنظيم استفتاء يقرر فيه الشعب الصحراوي مصيره، لأنّه مسار سلس ويحفظ ماء وجه من يتشدّقون باحترام القانون وحماية الشعوب من الاحتلال. ————