تحقق فتح عظيم للجزائريين مع الإعلان عن تأسيس المدرسة الوطنية العليا للعلوم الإسلامية «دار القرآن» بجامع الجزائر، لتكون صرحا شامخا، ومنبرا ساميا بـ»المحمّدية»، يقدّم إضافاته إلى جامعة الخروبة وجامعة الأمير عبد القادر الجزائري، غير أنّ «دار القرآن» سيكون لها شأنها في المشهد العلمي، لأنّها تحظى بعناية وزارة الشؤون الدينية، ووزارة التعليم العالي في الوقت نفسه، ما يعني أنّها يمكن أن تمثل المرجعية الأولى في الجزائر، وتجنّب الوطن آفات كثيرة ممّا يتسلّل تحت غطاء التقديس الديني، ويشيع أفكارا غريبة عن المجتمع الجزائري، وكثيرا من اللّغط الذي يفسد حياة الناس..
ولا شكّ أنّ الوصاية البيداغوجية التي تشترك فيها وزارة الشؤون الدينية مع وزارة التعليم العالي، ستكون لها ثمراتها اليانعة، خاصة وأنّ «دار القرآن» ستحظى بعميد جامع الجزائر الذي سيقدّم إضافته كذلك، وهذا ما يمنح «المدرسة جميع الأدوات التي تكفل لها التحوّل إلى مقام مرجعي، يقول كلمة الفصل في المسائل المختلفة، ويفكّك النّوازل بروح علميّ ورع، ويعيد كل شيء إلى نصابه، بل يخلّصنا ممّا توطّن عندنا الفتاوى المستوردة، والمعالجات السقيمة لمنصّات التّواصل الاجتماعي، والشّعبوية المقيتة التي هيمنت على الواقع المعيش.
ونعتقد أنّ الدّور الذي تتكفّل به «دار القرآن» استراتيجي بالنسبة لجميع مناحي الحياة بالجزائر، وأنّ هذا الصّرح العلمي السامي، سيتمكن من استعادة أصالة الروح الجزائرية، ويكون له إسهامه الفاعل في أخلقة الحياة العامة، وتوجيه البحث العلمي نحو ما يخدم الوطن وأبناء الوطن..
هو فتح عظيم للجزائريين جميعا، يتحقّق بـ»المحمدية»، ويستوعب ذلك الجانب الرمزي العميق، على مستوى العمق الروحي، ومستوى البعد الثوري، ومستوى الأفق الواسع أمام عظمة بلاد لم تعرف الرّكوع لغير الله..