أخطاء وتجاوزات مضرّة بالصحة تنتشر في الأسواق، من بينها ظاهرة بيع الخبز على الأرصفة، وفي أماكن يعلو فيها الغبار بكثافة ويتصاعد حولها دخان السيارات، والخطير في الأمر أنّها تتنامى بشكل مذهل كلما حل شهر رمضان، حيث يتجه العديد من الباعة الموسميين وأولئك الناشطين عبر الأسواق الموازية، لامتهان بيع الخبز لكن بطريقة تحمل الكثير من الضرر للمستهلك، لعل أبرزها وضع الخبز في كيس بلاستيكي أسود، أو منحها للمشتري من دون كيس بحجة أنّ البائع نفدت لديه الأكياس، لتخوض رحلة ثانية من ملامسة الخبار إلى غاية وصول المستهلك إلى بيته.
وما لا ينبغي أن يتسامح معه المستهلك، سلوك قبيح مستهجن من طرف الجميع، حيث عندما تسقط خبزة من البائع، فتجده ينظر يمينا وشمالا مثل “اللص”، لترقب الأعين إن كانت تترصّده، ثم يعيدها إلى سلة الخبز وكأنّ شيئا لم يحدث، في غفلة من المواطنين الصائمين الذين تجذبهم سلل الخبز وروائح أخرى لحلويات ومأكولات شهية، لكن كل من يشاهد تلك الظّواهر في خلسة، تجده يقاطع هؤلاء التجار الذين العديد منهم تغيب ضمائرهم بسبب هوس جني الأرباح في شهر الصيام والعبادة والتقرب إلى الله.
باعة الخبز في السوق الموازية، والذين يختارون الأماكن التي يعبرها عدد كثيف من المواطنين، فتجدهم يعرضون سلعهم في الوقت الذي تكون العديد من المخابز سوّقت كل منتوجها، وغلقت أبوابها، ليظهر الخبز في المساء لكل من لم يساعفه الحظ في شرائه في الفترة الصباحية أو خلال منتصف النهار، فتجد البائع يرفع من سعره بحوالي 5 أو 10 دج، فيكون هامش الربح الذي يخطفه أكبر من هامش ربح الخباز الذي يدفع الضرائب وأجور الخبازين وكراء المحل، وما إلى غير ذلك.
بإمكان المستهلكين عبر وسائط التواصل الاجتماعي التحسيس، لمقاطعة اقتناء الخبز من على الأرصفة، من أجل القضاء على هذه الظاهرة التي تهدّد صحة المستهلك، وتشجّع على التجارة الفوضوية والنّشاط الموازي.