حال الدنيا

التواصل في خطر..

م. كاديك
23 أفريل 2022

لا يختلف التّواصل الاجتماعي، واقعيا وافتراضيا، إلا في الواسطة المستعملة، وهو في الواقعي يحتاج إلى هاتف لأخذ موعد مثلا، ووسيلة تنقل، وشراء هدية محترمة، لينعقد اللقاء، ويفرح الأحبة. بينما يختصر المسافة في الافتراضي، ولا يحتاج سوى هاتف، ويمكن لأيّ كان، أن ينزل على أيّ كان، دون استئذان، ولا سابق معرفة، وينعقد اللّقاء الذي لا يكون بالضرورة وديّا، وإنما ينحرف، في الغالب، إلى التهديد والوعيد، والسّباب والشتائم المنوّعة، و(يبدع) المدافعون عن الفضيلة، في استعراض أدوات الرذائل في التعامل مع جميع من يخالفونهم..
ويتفق التواصل الواقعي والافتراضي أنهما معا إنما يحصلان بمعاملة بين البشر، والبشر يتفقون على وجود الصالح فيهم والطالح، والصادق والكاذب، وأن معظم الخلائق يحسّون بأنهم يؤدون دور البطولة في (المسرحية) التي يعيشونها في الواقع، ويتوسمون في أنفسهم أنهم دائما على حقّ، وأن البطولة التي يعيشونها تقتضي أن يكون لهم إسهامهم في إصلاح الحياة برمّتها، وعدم القبول بأي خللّ قد يطلع من هنا أو هناك، ولهذا يتكفلون بأيّ «رأي» فيردعونه، ويدرسون أي منهاج ويفكّكونه، ولا يتوقفون أمام رأي طبّي، ولا مسألة فقهية أو قانونية، بل كثيرا ما تجدهم يشرحون أخطاء مدرب كرة القدم الفلاني، ويقترحون عليه الخطة العلانية، ويتحدثون في كلّ هذا بمنتهى الثقة، لا يحسون بأي حرج حين تتّضح صورة الجهل على وجوههم، فهذه النوعية وجوهها قصدير خالص.
إن صناع الفتن بمواقع التواصل الاجتماعي، يمثلون خطرا غير معيّـن على المجتمع برمّته؛ ولهذا، ينبغي أن لا تمرّ الظاهرة التواصلية مرور الكرام، وإنما يجب تأطيرها بقانون يحفظ للمجتمع كرامته، ويقيه شرور المفسدين المتربصين بكل شيء جميل..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024