سلوكيات

عين ساهرة

فضيلة بودريش
08 أفريل 2022

 يقف المستهلك خلال هذه الأيام على ظاهرة غريبة تثير الاستياء والتساؤل في نفس الوقت..من يقف وراءها وتعكس فوضى في التوزيع، حيث تحوّلت أكياس الحليب ذات الاستهلاك الواسع، إلى مادة يضارب بها وسطاء يسجّلون عودتهم مع شهر رمضان، فيرفعون أسعارها إلى 40 و50 دينارا، علما أنّ نشاط بعض المقاهي تحول إلى بيع أكياس الحليب بأسعار مبالغ فيها، وهي مادة مدعّمة.
لم تعد مادة الحليب تسوقها الملبنات ومحلات البقالة وتلك التي تبيع المواد الغذائية وحدها، بل اتّسع نطاق تجارتها إلى هواة الربح السريع والتجار الموسميين مستغلين ارتفاع الطلب، وإثر ذلك صارت شاحنات صغيرة تسوّق عبر الطرقات والأحياء أكياس الحليب بسعر مرتفع، ما جعل العديد من المستهلكين يتساءلون..كيف حصل هؤلاء الدخلاء على مادة الحليب بينما السوق تشهد تذبذبا وندرة، خاصة بعد اختفاء توزيعها عبر محلات العديد من الأحياء بالعاصمة.
عندما تسود الفوضى في السوق، ويتحكّم لوبي المضاربين قبضتهم يخضعون المستهلك لمنطق الاحتكار في كل شيء، والغريب أنه من دون أن تتحرك مصالح الرقابة، على الأقل لتوقف من يمارسون التجارة من دون سجل تجاري أو يبيعون الحليب سريع التلف في شاحنات تفتقد للتبريد، وفي هذا الصدد لا يمكن القول بأنّ السوق حرّة ومفتوحة، لأنّ ما يحدث يندرج ضمن الفوضى العارمة، وخرق القانون بشكل مفضوح بل وغياب من يضمن تكريس القواعد التجارية الشفافة.
مصالح الرقابة وإن كانت خلال السنوات الماضية، تتحجّج بعذر قلة عدد أعوانها، ربما كان لديها الوقت الكافي لتعيد النظر في خارطة طريق عملها، وتوفير الأدوات اللازمة لتؤدي مهمتها على أكمل وجه، وتوجيه عين ساهرة لا تغفل عن السوق، وبالتالي فرض عقوبات ردعية على كل من يتجاوز القانون.

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19630

العدد 19630

السبت 23 نوفمبر 2024
العدد 19629

العدد 19629

الجمعة 22 نوفمبر 2024
العدد 19628

العدد 19628

الأربعاء 20 نوفمبر 2024
العدد 19627

العدد 19627

الثلاثاء 19 نوفمبر 2024