أدّى انتعاش أسعار المحروقات إلى بعث الكثير من الأريحية والتفاؤل، نظرا للبرنامج المسطر هذا العام الذي سيكون عام اقتصاد بامتياز، ينتظر أن تتحرك فيه عجلة الإنتاج بوتيرة أسرع، لتحقيق نسبة النمو المرجوّة، التي انكمشت بشكل محسوس خلال السنوات القليلة الماضية.
التفاؤل بما ستوفره الأسعار المرتفعة للمحروقات شيء جيّد، لكنه لا يكفي، بالأساس ليس المال لوحده ما يحرك الاقتصاد، وإنّما الإنسان هو الرأسمال، هو محور أساسي في إنجاز السياسات، والاستثمار أولا يكون في المورد البشري، والجزائر تمتلك خزان من الطاقات، التي تتخرج من الجامعات كل عام، وهي قد لا تحتاج سوى لتكوين، وإعطائها فرصة لإثبات ما تمتلكه من مؤهلات علمية، وقدرة على المبادرة والابتكار، لاستغلالها لصالح تطوير المنظومة الاقتصادية، التي عانت من سياسات حكومية فاشلة أبقتها راكدة.
يقول خبراء في الاقتصاد إنّ العقبة الأساسية التي تترصّد وتكبح الاقتصاد والخدمة العمومية هي البيروقراطية أو ما سماه الرئيس بأكبر حزب في الجزائر الذي يجب محاربته، لا بدّ من استقطاب الكفاءات الفردية والجماعية والعمل على تدريبها وتطويرها من أجل الوصول بالمؤسسة إلى التنافسية وإلى مستوى التميّز في الأداء، لتحقيق القيمة المضافة، ذلك أنّ المشاكل التي عرفها الاقتصاد الوطني لم يكن سببها تقصي التمويل، وإنّما هي عدم استغلال الكفاءات الموجودة في مجال التسيير، مع رفع التجريم على فعل التسيير، الذي أصبح مشجبا يعلق عليه المسيّرون تقاعسهم عن المبادرة.