لم تكن خيبة.. كانت درسا ينبغي أن نستفيد منه، ونتعلّم أنّ «الانتصار» إنما يتحقّق بتظافر جهود الجميع، ولا يتحمّل المسؤولية عن تحقيقه واحد دون آخر، فالنخبة الوطنية بذلت جهدها، وتفاعلنا جميعا مع قدّمت، لكنّ الرياح لا تسير بالضّرورة وفق ما تشتهي السفن.
لم تكن خيبة.. وإنما هي درس فيه شيء من القسوة، هو حقّنا جميعا، لأنّنا لم نستطع استيعاب أهمّية قيام كل مسؤول على مسؤولياته، في أيّ مستوى كان، لا فرق بين حارس بسيط ومدير كبير، والخلل إنّما يتسلل حين يتهاون هذا، ويتواكل ذاك، فيقع المحظور، ويبدأ الجميع في تبادل التّهم، دون أن يتقبل أحد أن لديه دوره الذي لعبه فيما وصل بالجميع إلى ذلك «المحظور»..
لم تكن خيبة، فالنخبة الوطنية أدّت ما عليها في مباراة صعبة للغاية، دخلها الفريق الزائر بعقلية من لا يملك شيئا لا يخسره، فاستمات دفاعا، إضافة إلى أنّ صور مراقبة الفيديو لم تكن واضحة، وغرفة الرقابة كانت نائمة، وعمليّة بيع التّذاكر كانت عجائبية، وفكرة إقامة مباراة – في ذاتها –كانت أركيولوجية، كما تعودّنا عليها، لم تحاول حتى أن تلاحظ كيف يقيم الناس مبارياتهم.
لم تكن خيبة، ولا إقصاء مرّا، ولا حتى حلما ضائعا، وإنّما هي سانحة كي نراجع أنفسنا، وليس علينا أن نعدّد المساهمين في النتيجة، من قريب أو بعيد، فـ»الدرس» هو حق الجميع، وينبغي لنا جميعا أن نستوعبه، ونقرّ له، ونعترف به، لأنّنا – في كل الأحوال - لن نكون أفضل من الآخرين بالفوز، تماما مثلما لن نكون أقلّ منهم بالخسارة؛ ذلك لأن «الفوز» و»الخسارة» معا يصنعان الحياة، ورحم الله الجزائري القائل: خيرها في غيرها..