يحاول المحتل المغربي في تصعيد محسوس، توظيف كل الأوراق المتبقية وتجريب عديد الخطط والمكائد للسطو على الصحراء الغربية التي يعترف الجميع بما فيهم إسبانيا بأنها آخر مستعمرة بإفريقيا، فهل استفاق المغرب بشكل متأخر ولا يعي عواقب محاولة سرقة أرض تؤكد الوثائق التاريخية وبشهادة العديد من الدول، بأنها ملك لشعب يكافح لفرض سيادته على كل شبر من أرضه؟ ..
يدرك القاصي والداني أن الصحراء الغربية أرض غنية بالثروات الباطنية والسمكية، مما حرك أطماع جارتها المغربية لتحول أنظارها واهتمامها عبر شن حملات تنكيل وحشية لتكميم أفواه المناضلين الصحراويين الذين يسيرون على الطريق الصحيح المؤدي حتما إلى الحرية.
مهما حاول الاحتلال المغربي بجميع المناورات قطع طريق العملية السياسية وبالتالي منع تسوية دائمة وعادلة للقضية الصحراوية، لن يستطيع الاستمرار في ذلك بسبب نفاد الذرائع التي في كل مرة يلوّح بها لذر الرماد في الأعين ومحاولة إيهام الرأي العام بمغالطاته التي لم تعد تنطلي على أحد، ولعل التحول في سياسة الرئيس الأمريكي الحالي جو بايدن تعد مؤشرا إيجابيا أسقط خطوة ترامب المزعومة وحل محلها قناعة ضرورة التعجيل بحل النزاع بالطرق السلمية عبر الحوار والتفاوض لإنهاء التوتر، لأن كل ذلك سينعكس على أمن واستقرار المنطقة.
ما يعزز تكريس التوجه الأمريكي الجديد المناهض للاحتلال، وجود ما لا يقل عن 27 عضوا في مجلس الشيوخ الأمريكي، تحركوا مطالبين بايدن بالتراجع عن اعتراف ترامب المزعوم، لأنه مفاجئ وقصير النظر، وفوق ذلك من شأنه أن يقوض عقودا من أداء السياسة الأمريكية، التي عرفت بها، ولأن ذلك سيخلف موجة استياء شديدة لا يجب أن يستهان بها لدى عدد كبير من الدول الأفريقية، خاصة أن 55 دولة إفريقية تقف إلى جانب حق تقرير مصير الشعب الصحراوي تجسيدا للشرعية الدولية التي يحاول المغرب القفز عليها، ومن ثمة التغريد خارج السرب.