مع اقتراب رمضان، بدأت التحضيرات لاستقبل الشهر الفضيل، بعض الجمعيات شرعت في استقبال تبرعات المحسنين، حسبما نشرته عبر صفحاتها على وسائل التواصل، تتمثل هذه الهبات في قفة رمضان، التي من المفروض أن تعوّض بقيمة مالية، حفاظا على كرامة المستفيد منها، لأنه قد يحتاج لما هو غير موجود في هذه القفة.
الجميع يتسابق لمساعدة المعوزين والفقراء والمحتاجين، وهذا شيء جميل، بل نشجع مثل هذه المبادرات، التي ترمي لرسم الابتسامة والفرحة في شهر رمضان.
لكن الملاحظ هو ارتباط هذا العمل الخيري الكبير بشهر رمضان لينقطع فجأة بعده، حيث تُغلق مطاعم الرحمة ويعود المتشردون إلى الشوارع، لا أحد يسألهم إن أكلوا وشربوا أو باتوا جائعين، ويختفي المحسنون وكأنهم لا يرون بؤس الناس إلا في شهر الصيام.
حبذا لو أن مثل هذه الأعمال الخيرية لا تقتصر على المناسبات الدينية فقط، وإنما تستمر طيلة السنة، فالعوز والفقر موجودان وعدد المحتاجين يرتفع بسبب الجائحة.
ونتساءل، لماذا تحصر الجمعيات العمل الخيري في قفة رمضان للمحتاجين الذين يستجيبون للشروط؟ كما أن الإعانات التي أقرها رئيس الجمهورية منذ سنتين، تستهدف فئة محددة، بينما هناك فقراء ومحتاجون متواجدون في الواقع، لكن عددهم غير معروف، فكيف يمكن الوصول إليهم؟
لابد من اللجوء إلى إحصاء لمعرفة العدد الحقيقي لهذه الفئة من المجتمع، ومن شأن مثل هذه العملية أن تسهم في حل مشكلة الدعم، الذي يفترض أن يستثنى منه الميسورون من الناس، ويكون مباشرا لفئات معينة من الفقراء والمحتاجين حقيقة، حفاظا على كرامة الناس وعلى أموال الخزينة العمومية في الوقت نفسه؟