أثلج صدورنا، أمس، تصريحٌ لوزير التعليم العالي، أكّد فيه أنّ مشاريع البحث التي تمّ انتقاؤها في مجالي الطّاقة والأمن الغذائي، ستسهم في اقتراح حلول «علميّة وعمليّة» تصبّ في مجالات التّنمية مباشرة، وتكون لها ثمراتها في غضون السّنوات الثلاث المقبلة.
ولا نعرف إن كانت هذه هي أوّل مرة ترتبط فيها «التنمية» بـ «المعرفة» و»الزّمن»، فأحاديثنا عن «المعرفة» متراكمة، ودعواتنا لـ»التّنمية» دائمة، وإن كان «الزّمن» يحضر ويغيب، ويتّخذ معاني مختلفة حسب موقعه من الحديث، ولكنّ تصريح الوزير أمس، بعث في قلوبنا شيئا من الطّمأنينة، وشيئا من الإحساس بتغيير عميق بدأ يتسلّل بهدوء إلى «الفاهمة» عندنا، وقد يمنح منظومتنا العلمية ما يسمح لها بأن تمارس دورها الفاعل على جميع مستويات حياتنا..
نقول هذا ودافعنا التّفاؤل بواقع أفضل، لأنّ واقعنا المعيش يحتاج إلى كثير من الجهد، وكثير من الصّبر، وهذا مقتضاه تغيير الفكرة المؤسّسة للعمل العلمي في ذاته، وهذا انطلاقا من جدواه، وثمراته المتوقّعة، وإضافاته المفترضة إلى المشهد العام، فليس يعقل أن نقيم ملتقى من أجل طرح سؤال «الموضة»، كمثل ما هي دراسة «الأدب في عصر الرّقمنة؟»، وهو عنوان يتكرّر عبر جميع المؤسّسات العلمية التي لا تملك إمكانات تسيير موقع إلكتروني بسيط، ومع ذلك تخوض في الموضوع باعتباره ممّا يدخل في باب العصر الرقمي والخوارزميات واللوغاريتمات وما شابه..
يكون رائعا لو نتمكّن من تحويل ملتقياتنا الوطنية والدّولية إلى فعاليات علمية حقيقية، تنتج المعرفة لا تعلكها، وتطرح الأسئلة لا تناور بها، وهذا مطلب يمكن تحقيقه، حتى دون بذل أي جهد، فالكفاءات الجزائرية لا تبحث سوى عن ومضة نور كي تقدّم الأفضل، و»ومضة النّور» هذه ليست سوى فرض منطق الكفاءة والتّخلص من منطق «الولاء»..هنا ينبغي بذل الجهد..