شيء غريب وغير مقبول تمّ نشره عبر «الفايسبوك»، حيث قام أحد المؤثّرين من جنسية عربية، وضمن صفحته بنشر محتوى «يسخر فيه» من اللهجة الجزائرية، يقدّم معاني لكلمات جزائرية يحاول أن يشرحها لأنّه يعتقد أنّها مبهمة، ويعلّق ساخرا ويطلق ضحكات.
بمنتهى الوقاحة يستهزئ من اللّهجة الجزائرية التي تعد موروثا ثقافيا غير مادي، مثل اللهجة التي يتحدّث بها هذا المؤثّر الفايسبوكي، والتي بها كلمات غير مفهومة، ولا يمكن انتقادها، لأنه لا يجوز أخلاقيا، كما أنّ احترام لهجات الشّعوب الأخرى مهما كانت واجب، وهناك لغات محلية يصعب حتى تحديد أصل كلماتها، لكنها مستعملة في نطاق ضيّق ولا أحد يجرأ الحديث عنها بالسوء.
بعدما وصفت اللهجة الجزائرية بأنها هجين من اللغات، وأنّ هذا السبب يجعلها غير مفهومة، بالرغم من أن هناك لهجات عربية ليست بالهجينة، ولم يتجرّأ أحد على الحديث عنها أو إعطائها أي وصف يسيء لها وللشعب الذي يتحدّث بها، تم تجاوز الحدود أكثر حتى صارت محل سخرية واستهزاء، ويتفاعل معها روّاد الفضاء الأزرق، والسؤال المطروح من سمح بمثل هذا التجاوز لحدود الاحترام والأخلاق؟ والأغرب من كل هذا أنّك قد تجد جزائريّين يضحكون بل ومشتركين في مثل هذه القناة، ويشجّعون بـ «اللايكات» التي تمكن صاحبها من الحصول على أموال مقابل هذا المحتوى، هل أصبحنا عرضة لكل من هبّ ودب، وللنقد والسّخرية والاستهزاء؟ هل سنبقى دائما نتحمّل النقد بسوء الأدب والتعدي على هذا الموروث ونقف صامتين؟ أعتقد أنّ «الجواب في وقته دواء»، كما يقول المثل الشّعبي حتى يعرف الكل حدوده.