لم نكد نتفاءل بنهاية الجائحة، حتى خرج المدير العام لمنظمة الصحة العالمية ليعلن أن «الظروف مثالية» لظهور نسخة جديدة من الفيروس اللّعين، قد تكون أكثر فتكا من سابقاتها، وتقتضي كثيرا من الحذر وكثيرا من الصّبر.
ولا نعرف أين تمضي الجائحة بالعالم، فهي تولّد في كلّ يوم متحوّرا جديدا، وتصطنع للمغبونين في الأرض صعوبات تجعل الحياة مملّة ومرهقة للغاية، وليس ينفع معها تأكيد مدير المنظمة الصّحيّة على أن الدّول جميعها تمتلك الأدوات التكنولوجية التي تتيح لها وضع حدّ نهائي للفيروس، لأنّ الدّول- في مجملها- كانت تملك الوسائل قبل الجائحة، وما تزال تملكها، ومع ذلك فقد فعل اللعين فعلته وأصاب المجتمع العالمي في الصميم، وهو يتسلّل ويستقرّ ويصنع المآسي.
ونعتقد أن المسألة برمّتها متعلّقة بـ «الوعي» حصرا، فالأدوات التكنولوجية والمعارف المتراكمة والأموال الموفورة، لا تنفع شيئا حين يغيب «الوعي». ومادام كثيرون يعتقدون أن «كورونا» ليست سوى خرافة ألّفها بعضهم من أجل تحقيق مصالح معيّنة، فإنّ «الوعي» بأهمية إجراءات السلامة يبقى غائبا، وهذا بالضبط هو «الظرف المثالي» للفيروس كي يرتاح و(يترحرح) عبر جميع أنحاء العالم، بل ويمدّ رجليه فلا يسائله أحد عن (وظيفته ومغزى وجوده) بالعالم..
ولسنا نرى حلاّ في الأفق يمكن أن يتجاوز «تدابير الوقاية»، وإن كانت هي نفسها لم تنفع مع «الأوميكرون» الذي انتشر بشكل مرعب، وحقق أرقاما مهولة، وكانت قدراته ضعيفة على كلّ حال، ولكن، ينبغي أن يكون درسا يستوعبه كل من يتهاون مع الفيروس، أو يصدّق بأن القضية كلّها مجرّد أسطورة..
وفي كلّ حال، تحضرنا – في هذا المقام – مقولة لشاعر ألمانيا الكبير غوته، فقد تعامل مع صعوبات الحياة بعيدا عن التشاؤم حين قال: «لتكن الحياة كما تكون، فنحن نستمتع بها»..