كلام آخر

رسالة

م. كاديك
19 فيفري 2022

 الاحتفال بالمناسبات الوطنية، والتاريخية خاصة، ضروري للحفاظ على الهويّة الوطنية، وحيويّ بالنسبة لربط الأجيال الجديدة بتاريخهم المشرق، كي يكون نبراسا لصناعة المستقبل، وهذا ما تحرص عليه جميع الأمم التي تدرك جيّدا معنى «الاحتفال»، وتمنحه مكانته اللائقة التي تتيح له تمرير رسالته بمنتهى السّهولة، ومن ذلك أن عدد الاحتفالات بالولايات المتحدة الأمريكية –على سبيل المثال – أكبر من عدد أيام السّنة، أما يوم الاستقلال بأمريكا، فهو مما يبلغ عند الأمريكيين درجة «التقديس»، ويا ويح (المنزل) الذي لا يعلّق «عَلَما» عند مدخله في ذلك اليوم، فهذا سيتكفل به الجيران بأنفسهم، لأنهم يعتبرونه رافضا لـ»النصر الأمريكي»، و»معاديا» لـ»القيم الأمريكية»..
ولا يختلف حرصنا على الاحتفال بمعالم التاريخ الجزائرية، فهي منابر سامية لقيمنا العليا، وهي الرابط الوثيق للجيل الجديد بمن صنعوا تاريخه النّاصع.
غير أنّ رسائل الاحتفاليات عندنا، لا تؤدي وظيفتها كما ينبغي لها أن تؤديها، ودليلنا على هذا، الانسلاخ اليومي من قيمنا العليا، تحت تأثير المهيمن الحضاري الجديد، في زمن التعالم والتعولم، وهذا ما يدعو – صراحة - إلى ضرورة التّفكير في أساليب جديدة، تسمح بتفعيل رسائل التّاريخ، وتمنحها القوة اللازمة للاختراق والتأثير، عوضا عن إبقائها مجرد (بروتوكولات) أو (تجمّعات) لا يسمع بها سوى منظميها، وبعض المحظوظين ممّن يتلقّون الدّعوات للمشاركة فيها.
إنّنا نرى أُمَمًا لم تحظ بتاريخ مشرّف، كمثل ما هو تاريخنا العظيم، ومع ذلك، تصطنع من الأساطير والخرافات ما يجمع الكلمة، ويوحّد الرؤية، ويلملم الشّتات، فما بالنا، وقد حظينا بما تخرّ له الجبال، وتعنو له الرؤوس، واقعا لا خيالا، ومع ذلك لا نعرف كيف نثمّن جهود علمائنا، ولا تضحيات أبطالنا، بل لا نعرف كيف نرتبط بتاريخنا، ونحافظ على خاصّة تقاليدنا..
ألا ترون أن الحاجة ماسّة إلى إعادة النظر في شيء ما تعرفونه؟! هذا هو السّؤال..

 

رأيك في الموضوع

أرشيف النسخة الورقية

العدد 19521

العدد 19521

الخميس 18 جويلية 2024
العدد 19520

العدد 19520

الأربعاء 17 جويلية 2024
العدد 19519

العدد 19519

الثلاثاء 16 جويلية 2024
العدد 19518

العدد 19518

الإثنين 15 جويلية 2024