ما الذي جعل منتخبنا الوطني الرديف يتفوق في كل مواجهاته وينال التاج العربي عن جدارة واستحقاق، إنها ثقافة الفوز التي كانت حلما ثم تحولت إلى حقيقة، عندما انتقلت عدواها من كتيبة بلماضي إلى كتيبة بوقرة.
قبل سنوات، كان الجزائريون العاشقون للساحرة المستديرة يحلمون برؤية منتخبهم الوطني لكرة القدم يعتلي منصات التتويج، بحكم أن الجزائر هي بلد المواهب وبلد كرة القدم، والتاريخ شاهد على ذلك؛ فمن هزم فرنسا في نهائي ألعاب البحر المتوسط عام 1975 وفاز بالميدالية الذهبية، ومن قهر الألمان في كأس العالم بإسبانيا عام 1982، ومن فاز على نيجيريا في نهائي كأس إفريقيا للأمم عام 1990 وتوج بالتاج القاري، ومن شارك أربع مرات في كأس العالم ووصل الى الدور الثاني... يحق لجماهيره أن تطمح وأن تأمل في الأكثر والأكثر... وأن يكون منتخبها الوطني متواجدا دائما في كأس إفريقيا وكأس العالم، بل من حقها أن تحلم بالتتويج ونيل الألقاب.
بعد تولي الناخب الوطني جمال بلماضي العارضة الفنية للخضر، رسّخ في ذهن اللاعبين الجزائريين روح الفوز والتتويج، وبالفعل تكرست عقلية الفوز في ذهنية اللاعبين الجزائريين، ولم ينهزم المنتخب الوطني لكرة القدم (أ) في جميع المباريات التي خاضها منذ حوالى ثلاث سنوات، بل إنه عاد بالتاج القاري من مصر سنة 2019 ومن ملعب القاهرة أمام المنتخب السنيغالي، وبات الكل يحسبون له ألف حساب... بل ويترقبون تعثر محاربي الصحراء الذين لم يذوقوا طعم الانهزام منذ سنوات وباتوا قاب قوسين أو أدنى من تحطيم الرقم القياسي العالمي في عدد المباريات بدون انهزام والتي هو بحوزة المنتخب الإيطالي.
ثقافة الفوز التي غرسها جمال بلماضي مع الفريق الوطني الأول(أ)، انتقلت الى المنتخب الوطني الثاني(ب) والذي يقوده المدرب مجيد بوقرة، هذا المنتخب الحديث النشأة والمشارك حاليا في كأس العرب فيفا-قطر 2021، بدولة قطر الشقيقة، أبهر جميع المتتبعين وواصل على درب الفريق الأول، حيث اكتسح جميع المنتخبات التي واجهها وأقصى المنتخب المغربي في الربع النهائي الذي كان مرشحا للفوز بهذه الكأس، ثم أزاح البلد المضيف قطر في النصف النهائي وهاهو منتخبنا الوطني الثاني (ب) يتوج باللقب العربي عن جدارة واستحقاق.