من منا لم يستعمل وسيلة الأنترنت لتبادل وإرسال رسائل تهاني عيد الأضحى المبارك للأقرباء والأصدقاء، عوّضت إلى حد كبير الزيارات، وأصبحت هذه الوسيلة في السنوات الأخيرة تأخذ الكثير من أوقات الشباب، وكان لها أثار سلبية منها الانشغال عن الدراسة والعمل، وضعف الروابط مع أسرهم ومحيطهم الاجتماعي.
لا أحد ينكر أهمية استعمال الأنترنت كوسيلة معرفية وتفاعلية ضرورية، لكن أن تتحول إلى درجة الادمان فهذا ما لا ينصح به الأخصائيون الاجتماعيون، لأن الاستعمال المفرط لهذه الوسيلة يصيب الفرد انفعالات عصبية، تخلق سلوكيات وهمية غير سوية ويصبح تفكيره افتراضي.
قد يرى البعض أن من وراء لجوء بعض الشباب مثلا إلى مواقع التواصل الاجتماعي، هو هروب من الواقع الصعب ونوع من الترفيه والتخفيف عن مشاكل الحياة اليومية، لما تتيحه لهم من التعبير بحرية والتواصل مع أناس كثر، متجاهلين أن ما من شأن ذلك أن يعزلهم عن محيطهم الطبيعي، هذه العزلة قد تؤدي إلى الاصابة بالكآبة والانطوائية وتقل قابليتهم لقيم مجتمعهم، وتجعلهم في سباق دائم مع الوقت ولا يجدون الفرصة للحديث مع أفراد أسرهم أو أصدقائهم.
من المهم جدا أن يأخذ الشباب بمحمل الجد مساوئ الاستعمال المفرط للأنترنت وبالأخص مواقع التواصل الاجتماعي، ويمكن تجنب الآثار السلبية التي تترتب عن ذلك، بتقليص الإبحار في العالم الافتراضي وتنظيم الوقت، لأن التواصل والتفاعل والتعامل الايجابي الطبيعي لا يعوّض مهما تطورت وسائل الاتصال.
تواصــل ...كـــم !
محمد مغلاوي
04
نوفمبر
2012
شوهد:1271 مرة