ما قامت به شركة سونلغاز من أشغال تمرير أسلاك كهرباء الضغط العالي عبر الطريق السريع، على مستوى البويرة، باختيار وقت صلاة الجمعة، سنّة حسنة.
اختيار التوقيت يستحق التنويه، بالنظر إلى أن حركة المرور تكاد تكون منعدمة في تلك الفترة، أملا في أن تقتدي بها مؤسسات أخرى عند إنجاز الإشغال لكي لا تتسبّب في إزعاج تلمواطنين إو عرقلة حركة السير وما يترتّب عن ذلك من متاعب جسدية ونفسية للسائقين. علاوة على ما يكبٌّد الخزينة العمومية من خسائر. ناهيك عن الثلوّث المنبعث من عوادم السيارات والمركبات بسبب الازدحام المروري.
مازالت بعض المؤسسات ومديريات الإشغال العمومية تصرّ على «الخيار الخطأ» بإنجاز أشغال الطرق وغيرها في عز النهار، بينما الوقت والظروف في صالحها إذا أحسنت الاختيار، خاصة مع الحجر المنزلي الذي يفترض أنّه يشكّل سانحة لإنجاز كل الأشغال دون أي إزعاج يذكر.
كل التقارير والخبرات تؤكّد أن الشركات التي تشتغل ليلا سمح لها ذلك بتقليل تكلفة المشروع، خاصة ما تعلق بتكاليف النقل، بالإضافة الى السرعة في الإنجاز واحترام آجال التسليم. بالمقابل وفي بعض الدول المتطورة، تكبدت شركات خسائر طائلة كتعويضات لمتضررين بعد متابعات قضائية بسبب الإزعاج أو تعطيل مصالحهم.
بالنظر إلى الازدحام المزمن الذي تعرفه طرقنا أصبح من الضروري أن يتم إلزام كل شركات الطرق والأشغال العمومية ومؤسسات التطهير والنظافة عمومية كانت أو خاصة، بالعمل ليلا، لأنه من غير المعقول أن تنجز أشغال تغيير مصباح إنارة عمومية في عز النهار، ما يتسبب في ازدحام مروي في الطريق السريع، بينما بالإمكان انتظار المساء لتغييره؟!