كنّا ننتظر مع دخول أندية النخبة عالم الاحتراف أن تتغيّر الأمور فيما يخص النظر إلى عمل المدرّبين، بإعطائهم البطاقة البيضاء في الجانب التقني وتركهم يعملون لفترة طويلة، لتكون النتائج في مستوى التنظيم العام، ولا يتمّ الاكتفاء بانتظار النتائج الآنية بعيدا عن استراتيجية محكمة طويلة المدى.
لكن للأسف الشديد أصبحنا نرى عكس كل هذه التوقّعات، وفقد المدرب هيبته أمام التسيير العشوائى لشؤون الأندية، فبعد أن تمّ استهلاك كل المدرّبين المحليين تقريبا، الذين تعاقبوا على مختلف الأندية في فترة قصيرة، تحوّلت الأمور إلى المدرب الأجنبي، الذي كان في الماضي القريب المنقذ الحقيقي للعديد من الفرق، ليتحول في الموسم الحالي إلى اسم فقط بإمكان رؤساء الأندية استبداله مباشرة بعد هزيمة أو تعثّر ناديه.
لتصبح أسماء أجنبية عديدة مطروحة على الساحة، حيث أنّ المدرب الأجنبي غيّر الصورة التي كنّا نعرفها عنه، ودخل في “لعب” المسيّرين أين بإمكانه التفاوض مع هؤلاء في الوقت الذي مازال مدرب آخر في منصبه، أو التصريح المتكرر أنّه يريد العودة إلى ناديه السابق!!؟
وبالتالي، فإنّ النظرة المميزة التي ألفناها تدنّت حقا وفقد التقني الأجنبي الكثير من الأمورالجيدة في كرة القدم الجزائرية، وحتى رؤساء الأندية لا يفكّرون مرتين لاستبداله بحكم وجود العديد من “الاحتياطيين” الذين يعرضون خدماتهم، ووصلت الأمور إلى قبول هؤلاء التقنيين مهمات نراها صعبة للغاية في ظرف قياسي مقابل راتب ضعيف، مقارنة بما كنّا نسمع عنهم في الماضي.
وقال أحد العارفين بالميدان أنّ المدرب الأجنبي ضيّع الكثير من بريقه في البطولة الوطنية والأندية، قد تعود إلى الخيار المحلي بصفة كبيرة في المستقبل القريب..!!
الاندية في مفترق الطرق
حامد حمور
01
نوفمبر
2012
شوهد:1268 مرة