كشف قصف الكيان الصهيوني المتواصل على الفلسطينيين العزّل بالقدس والضفة الغربية وغزة، التمادي الشرس في اقتراف المزيد من الجرائم الوحشية التي مازال المحتل يرتكبها بشكل مفضوح وعلني، من دون تحرّك عاجل للقوى الدولية التي تتغنى بحماية حقوق الإنسان والدفاع عن إرساء العدالة والانتصار للديمقراطية، ومرة أخرى يوجد الفلسطينيون خاصة في غزة، أمام خطر الموت ومحاصرين بقصف جنوني عنيف حصد الأرواح البريئة ودمر المنازل ورمى بالأبرياء عزل نحو المجهول.
لا صوت دولي تحرك بسرعة، ليطفئ لهيب تصعيد يقوده الكيان الصهيوني بحقد وأريحية، ليبرّر المزيد من مشاريعه الاستيطانية الخبيثة التي في كل مرّة تتوسّع على حساب أرواح ودماء الفلسطينيين، لماذا لم تتحرّك الشرعية الدولية؟.. ولماذا لم تنبذ الدول الديمقراطية في العالم العنف المتصاعد من غزة والضفة؟، في وقت يؤكد فيه مجازر وتجاوزات الكيان الصهيوني أنه لا يتقن أي لغة حوار، حيث لا يمكن من ينكل بالأطفال والنساء ويقصف الأبرياء أن يتحدث عن إقامة أي سلام مع الآخر، لذا المحتل في كل مرة يفضح نواياه الإجرامية الخبيثة ويكشف لا إراديا عن مشروعه الوحشي القائم على حساب حياة وأراضي الفلسطنيين.
تعود ذكرى النكبة الـ 73 هذه السنة، مع تصعيد قصف عدوان الاحتلال على قطاع غزة، والقدس تنتفض وتكشف مرة أخرى أن الشباب الفلسطيني مازال مستعدا لمواصلة مقاومته ونضاله دفاعا عن أرضه ومقدساته، وبذلك تعود القضية الفلسطينية إلى الواجهة بعد أن حاول التطبيع طمسها وإبعادها عن صدارة الملفات الجوهرية عربيا ودوليا، وهذا ما سيعيد ترتيب الأوراق من جديد ويفضح كل النوايا التي تحاول المتاجرة بالقضية الفلسطينية.
في هذا الظرف الحسّاس الذي مازالت فيه أرواح الفلسطينيين تستباح، من الضروري تنسيق الجهود العربية، من أجل تنسيق موقف موحّد يحرّك الرأي العام الدولي وعلى وجه الخصوص الموقف الأمريكي، للضغط على الكيان الصهيوني من أجل توقيفه عن ترحيل الفلسطينيين قسرا من بيوتهم في حي الشيخ جراح ومختلف الأراضي الفلسطينية، وكذا منع المحتل من انتهاك حرمة الأماكن المقدسة في القدس المحتلة، لأن الشعب الفلسطيني لن يسكت مرة أخرى مستفيدا من الدروس القاسية التي تذوق وحده مرارتها وتحمل قساوتها.