قالت رئيسة وزراء الكيان الصهيوني سابقا جولدا مائير عند ارتكاب الصهاينة جريمة حرق المسجد الأقصى في أوت 1969: «لم أنم ليلتها وأنا أتخيل كيف أن العرب سيدخلون إسرائيل أفواجا أفواجاً من كل حدب وصوب …لكن عندما طلع الصباح ولم يحدث شيء أدركت أنه بمقدورنا أن نفعل ما نشاء فهذه أمة نائمة».
هل كان إدراك الصهيونية «جولدا مائير» في محله وأن هذه الأمة، التي كانت خير أمة أخرجت للناس، تحوّلت بالفعل إلى أمة نائمة ؟
المتتبع للشأن الفلسطيني يفهم جيدا أن الدول العربية مشتتة المواقف تجاه قضاياها، لا سيما في السنوات الأخيرة ، وبالتالي من الظلم الحكم على الأمة العربية بذلك، فمواقف الجزائر مثلا تجاه القضية الفلسطينية كانت ولا زالت ثابتة، لا غبار عليها، والفلسطينيون أنفسهم يدركون ذلك، وقد قالها الراحل هواري بومدين علانية، «نحن مع فلسطين ظالمة أو مظلومة»، وأكدها الراحل ياسر عرفات لما خاطب الفلسطينيين قائلا : «لو ضاقت بكم الدنيا ولم تجدوا مفراً فعليكم بالجزائر بها رجال» وعليه فالمواقف الجزائرية تجاه أم القضايا فلسطين حكومة وشعبا لا نقاش فيها، وهناك عديد البلدان العربية لا تزال تحافظ على مواقفها المشرفة تجاه قضية الأمة، لكن الشيء المخزي يقع اليوم على من باعوا القضية الفلسطينية، وعلى رأسهم «المطبعون الجدد»، بقيادة (أمير المؤمنين) الذي يعتبر نفسه رئيسا للجنة القدس، لكن السؤال أين هو ممّا يجري بالقدس وفي شهر الصيام ؟
إنه لمن الجبن التغني بالدفاع عن القضية الفلسطينية وفي الوقت نفسه طعنها في الظهر، هل يعلم المهرولون نحو التطبيع، أنهم يشرعنون الاحتلال ويباركون انتهاك الأقصى ويشجعون قهر الشعب الفلسطيني الأبي.. والذي لم ولن يقهر رغم خيانة أبناء جلدتهم.
الرسالة التي يريد المقدسيون إيصالها اليوم إلى العالم، مفادها أن القدس ستبقى عاصمة فلسطين الأبدية رغم كيد الكائدين.